أكتب بعيدا عن الرياضة، وما أكتبه أجده أهم مليون مرة من الرياضة، كما أن طرفا فيه له علاقة بالوسط الرياضي، ك (إعلامي)..! أكتب عن تصريح صالح الطريقي الأخير البعيد عن (العدالة) التي يُطالب بها هراء، وهو الذي نحرها بكل قوة بكلماته.. ففي تصريحه استنكر ابتعاد المُحامين عن الدفاع عن مازن عبدالجواد، المقبوض عليه بتهمة المُجاهرة بالمعصية عبر التلفاز.. بل إن صالح وصف المُحامين بأنهم لا يفقهون دورهم في تحقيق العدل، لاعتقادهم أنهم أنقى وأشرف من الترافع عن مُجرم، أو لأنهم جُبناء يخافون المُجتمع الغاضب.. ويسترسل في أن ما فعله مازن لا يُقارن بفعل صدام حسين؛ لارتكابه القتل والتجويع لبلاده.. إلخ، ومع ذلك فالمجرم المسكين الذي لم يفعل ما فعله صدام، الجميع تبرأ منه لأنه ضعيف، واختتم الطريقي حديثه قائلا: "إن المُجتمعات العربية لا تؤمن بالعدل بقدر ما هي تؤمن وتقدس (القوة) وتُبيح للقوي أن يفعل كل شيء ولا تسائله، فيما الضعيف حين يخطئ خطأ فرديا، يطالب الكثيرون بتعليقه على المشانق، والمُحامون يستغلون هذه الفرصة ليقدموا أنفسهم كنبلاء لا يترافعون عن الضعفاء الحقيرين!" عجبا لهكذا كلام، فالطريقي يتشدق ب (العدل) ويجده في انبراء المُحامين للدفاع عن مرتكب جرائم ومُجاهر بها.. بل إن الطريقي جعل من أدوار المُحامين الدفاع عن مثل هذه الجريمة التي اقشعرت لها الأبدان وأبكت العيون، وليته سأل الناس عن موقفهم لحظة مشاهدة مثل هذه المجاهرة الدخيلة على الآداب العامة، وقبل ذلك تجاوزها حدود الشرع وتعاليمه.. وقبل أن أدعي فهما بالقانون في التعليق على حديثه بشأن تجنب الترافع عن مازن.. أورد ما قاله الله سبحانه وتعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وقال أيضا: (والله لا يحب الفساد) والمُجاهرة بالمعاصي من الكبائر ومن الفساد.. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه، أوشك الله أن يعمهم بعقابه) وقال: ( كل أمتى مُعافى إلا المُجاهرين ).. أما عن استغرابه لعدم تقدم المُحامين للدفاع عنه، ووصفه لهم بأنهم لايفقهون أدوارهم في تحقيق العدالة..! فله أقول: يكفي أن يتحقق هذا الوصف في منظورك أنت.. ولك أن تعلم أن نظام المُحاماة نصَّ في الباب الثَّاني منه على واجبات المُحامين، وورد في المادة الحادية عشرة ما نصه: "على المُحامي مُزاولة مهنته وفقا للأصول الشرعية والأنظمة المرعية، والامتناع عن أي عمل يُخل بكرامتها، واحترام القواعد والتعليمات الصادرة في هذا الشأن".. فهل من الأصول الشرعية يا صالح الترافع عن من استلذ فعلا وقولا وجاهر بمعاصيه وجلجل صوته اعترافا بها؟ بل استمتع بسردها وصفا..! يا صالح لا تُعن على مُنكر، فما تفوهت به هو أمر جلل يستحق التوقف عنده، وما أظنك إلا طالبا للتفرد برأي والاختلاف للاختلاف، وعند ذلك أقول لك: ماخُضت فيه ليس برياضة كي تستسهل العناد فيها والتفلسف بما لاتعرف.. فليتك أعنت على إنكار المُنكر بالقول، أو أن صمتك ألزم..! بل إنك أعنت على فعله ولم تكتف بذلك، فتجاوزت على المُنكرين له..! فكفاك فلسفة، فهي (مُجاهرة بمعصية) لا ضربة جزاء أو تسلل عابر..!