جمع المال وبحث عن مركز وظيفي أفضل، إضافة إلى إكمال الدراسة وغلاء المهور كل هذه الحجج دائما ما تتردد من الشباب عند سؤالهم عن سبب عزوفهم عن الزواج، وهي مجرد أعذار لا أقل ولا أكثر الهدف منها التهرب من الزواج المبكر، بسبب الانطباع الخاطئ والصورة النمطية التي ارتسمت في أذهانهم بأن الزواج المبكر هو بداية تحمل المسؤولية. “شمس” حاولت استطلاع آراء عدد من الشباب والفتيات، الذين تباينت آراؤهم بين مؤيد للزواج وآخر رافض، وعرض كل منهم مبررات الرفض أو القبول. وظفوهم راح يتزوجون في البداية أكد الشاب يزيد الحقباني (طالب جامعي) أن الزواج ضرورة شرعية قبل أن يكون ضرورة اجتماعية، وإن كان المجتمع منذ العصور الإسلامية المتقدمة وإلى وقتٍ قريب يزوج أبناءه مخافة الفتنة في سن مبكرة جدا، فمن باب أولى أن تكون الضرورة إلى الزواج المبكر أشد وأدعى، لا سيما مع سهولة الوصول إلى الجنس الرخيص والصور المحرمة في الفضائيات وشبكة الإنترنت والوسائل الإعلامية الأخرى، وسهولة التواصل بين الجنسين والوقوع في المحظور من خلال الوسائل التقنية الحديثة، ويطالب الحقباني الدعاة والعلماء بضرورة توعية الناس بأهمية الزواج في سن مبكرة، لأنه أحد الحلول من مشاكل كثيرة ومتعددة يعانيها مجتمعنا وبخاصة فئة الشباب، ولذا فإن المسؤولية تتسع أيضا لتشمل مسؤولي الدولة والذين عليهم أن يدركوا أن إيجاد فرص عمل للشباب وتحسين الوضع المعيشي للفرد له تبعات إيجابية من خلال إيجاد الأرضية المناسبة التي يستطيع من خلالها الشاب أن يبدأ بناء بيته الأسري في سن مبكرة جدا. يا بنات العريس أولى من الدراسة وتعلق الفتاة فاطمة الحيدري على موضوع الزواج المبكر بقولها، ربما الكثير من الآباء يمانع كثيرا في تزويج بناته مبكرا، أو أن الفتاة نفسها تمانع هي الأخرى، بحجج متنوعة ومتعددة، لكن أكثرها شيوعا هو التعلل بالدراسة والرغبة في التحصيل العلمي العالي، وربما تكون معوقات الفتيات للزواج المبكر هي أقل من الشباب، بحكم أن العبء المادي سيكون عليه، وهو المكلف بكل ذلك، وحثت الحيدري أخواتها الفتيات للقبول بالزواج لو توفرت الشروط التي يطلبونها في فارس الأحلام، معتبرة أن الرفض في البداية بسبب حجج واهية، قد يجعل الفتاة تعض أصابع الندم، بعد أن يفوتها القطار، وعندها لا يمكن لوم أي أحد سوى الذات. شباب اليوم غير مؤهلين ويختلف الشاب وليد الهمش مع الجميع من ناحية وجود معوقات عديدة أمام الشباب على وجه الخصوص، للزواج مبكرا وإكمال نصف دينهم على حد تعبيره، ويؤكد أنه كمبدأ مع الزواج المبكر، لكن الواقع يرفض هذا الحديث، فالعقبة المادية تعد عقبة كبيرة أمام الشاب، ولا يمكن التغلب عليها بسهولة، كما أن توفير حياة كريمة للعائلة، ربما لا تتحقق في ظل المعطيات الحالية، واتفق الهمش مع الجميع في كون الزواج المبكر ضرورة، لكن معظم الشباب اليوم، هو لا يعي ماذا يعني أن يكون رب أسرة، والأمثلة التي لا تخفى الجميع، في غياب المسؤولية عند كثير من الشباب إزاء تصرفاته الفردية، فكيف نريد منه أن يكون أبا لأطفال، وهو لا يستطيع أن يملك زمام نفسه وهنا المشكلة الكبرى.