هناك نظرة إلى المهن اليدوية لدى شريحة من مجتمعنا ترى أنها أقل من المهن الأخرى وتجعل صاحبها في مرتبة أدنى على السلم الاجتماعي. وهذا دون شك يمنع الإقبال عليها من قِبل المواطنين، ولذلك نفرح كثيراً عندما نجد أحد المواطنين يعمل ميكانيكي سيارات ويعتز بمهنته، لأن سوق العمل يحتاج إلى مثل هذا النموذج بإلحاح، خصوصاً أنه يعاني اختلالاً واضحاً لمصلحة الوافدين في هذا الجانب، ويشكل السبب الرئيس في عزوف العديد من المواطنين من العمل في القطاع المهني إضافة إلى ما ذكر أعلاه. والقطاع المهني ضخم وفوائده كبيرة على الاقتصاد الوطني، لأن المهنيين يشاركون بقوة في النهضة وتقدمها، لذلك لا بد من تغيير النظرة تجاه هذه المهن، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت لأن الأمر يتعلق بتوجهات اجتماعية طويلة، كما أنه مسؤولية جهات عديدة في المجتمع منها المؤسسات التعليمية خصوصاً في المراحل المتوسطة والثانوية، وكذلك وسائل الإعلام وغيرها من الجهات المعنية بزرع القيم والتوجيهات. وتمثل القدوة والنماذج الحية عاملين أساسيين في ترسيخ الصورة التي ينظر بها بعضهم تجاه المهن اليدوية ومن يجعلها مصدر رزق شريف له.