قدَّم الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة أحر التعازي باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني يحفظهم الله ومنسوبي وزارة الصحة كافة إلى أسر المرضى المتوفين الذين أصيبوا بإنفلونزا الخنازير ( A H1N1 ). وطمأن الربعية، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بالرياض لتسليط الضوء على آخر مستجدات المرض، بأن الوضع لا يدعو إلى القلق، مشيرا إلى أن نسبة الوفيات لا تزال ضمن المعدل العالمي الذي يتراوح بين -3 و7.2 في المئة، حيث تقع السعودية بنسبة 07, في المئة. وذكر، أن عدد حالات الإصابة في السعودية بلغت 595 حالة. مشيرا إلى أن المرض ينتشر بشكل سريع، لكن معظم الحالات خفيفة ومتوسط الحدة ونسبة الشفاء أكثر من 90 في المئة. وأشار الربعية إلى أن السعودية حجزت أربعة ملايين جرعة من اللقاح المضاد للمرض، وتوقع أن يتم الحصول عليها في أكتوبر المقبل. ولفت إلى أن هذه الكمية درست بعناية من اللجنة العلمية لحجاج الداخل والقائمين على أعمال الحج، سواء من الصحيين أو غيرهم، إضافة إلى سكان مكة والمدينة؛ لاحتكاكهم بالحجاج، مضيفا أن هناك أيضا حجزا لكميات أخرى مستقبلا. لجنة لمراجعة ملفات المتوفين ولفت إلى أن تأخر تشخيص المرض ليس غريبا؛ فهذا يحدث في أي وباء جديد؛ نظرا إلى تداخل أعراض الإنفلونزا الموسمية وبعض الأمراض الأخرى كالالتهاب الرئوي مع أعراض إنفلونزا الخنازير. مشيرا إلى أن التقصي الوبائي في السعودية أكد حدوث هذه الحالات. وقال: “إن نمط المرض غريب فبعض الدول تعلن وفيات بسبب التهاب رئوي حاد، بينما السبب الحقيقي هو إنفلونزا الخنازير”. أما عن تغيير نمط العلاج فقال الوزير: “إن اللجنة العلمية الوطنية اجتمعت قبل عشرة أيام وتواصلت مع منظمة الصحة العالمية و(سي بي سي) في أمريكا ومركز مكافحة الأوبئة وتم اتخاذ قرار ووزع على القطاعات الصحية كافة بالبدء بالعلاج من دون ظهور نتيجة التشخيص، خاصة في الأعراض السابقة”. وأكد، أن الوزارة شكلت لجنة لمراجعة ملفات تلك الحالات المتوفاة؛ للتأكد من سلامة الإجراءات المقدمة إليهم، كما قامت الوزارة بإرسال عينات من تحاليل المتوفين إلى مركز مكافحة العدوى بأمريكا وأوروبا؛ للتأكد من أن نمط الفيروس لم يتغير. الإصابات تتفاقم من الداخل وحول عدم وجود كوادر طبية في المنافذ الجوية والبرية والبحرية؛ للكشف عن الحالات المصابة القادمة من الخارج، قال الربيعة: “إنهم لا يستطيعون الكشف على كل القادمين من الخارج”، مشيرا إلى أن معظم الدول في الخارج استغنت عن الكاميرات الحرارية، خاصة أن الإصابات تتفاقم من الداخل وليس من الخارج. وأضاف: “كما أنه ليس من الممكن إجراء فحص مخبري لكل من يقدم من خارج السعودية من الناحية العملية والإجرائية والمالية”، مشيرا إلى أن هذا الإجراء لم يحدث في أي دولة في العالم. أما بخصوص وجوب فرض الإقامة على المرضى فذكر أن منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة العدوى في كل العالم لا ترى حاجة إلى تنويم المرضى، فقط هنالك حالات معينة تدخل المستشفيات. وأكد الربيعة، أن اللجنة العلمية قامت بالتواصل مع المنظمات الدولية والدول المتقدمة وحدثت خطة العلاج بناء على ذلك، حيث تقضي التعديلات ببدء العلاج للحالات المصحوبة بالمضاعفات من دون الحاجة إلى الانتظار لخروج نتائج الفحص المخبري. وحول مطالبة بعض الممارسين الصحيين في المستشفيات بصرف بدل عدوى قال: “أعتقد أنه قبل أن ننظر إلى البدلات أن ننظر إلى علاج المواطنين والمقيمين وهذه المهنة إنسانية، والأهم من البدل هو استعمال الإرشادات الوقائية للممارسين الصحيين”. وكان المؤتمر الصحافي شهد حضور فهد العتيبي ابن عم علي العتيبي الذي توفي نتيجة المرض في الرس، مدعيا أن قريبه لم يتلق العلاج المناسب وأنه قد تعرض للإهمال، محملا المستشفى والكادر الطبي مسؤولية تدهور حالته. وقال: إنه “يحتفظ بالملف الطبي لابن عمه وسيسلمه لوزير الصحة بنفسه”. وكشف عن الاشتباه في تعرض زوجة المتوفى الثانية وأخيه للمرض.