في مارس الماضي انطلقت أضخم حملة لمناهضة العنف ضد الأطفال، وذلك بعد تسجيل مجموعة من الحالات التي أفضت لوفاة أو إلحاق الإعاقة بالمعنفين، وهي الحملة التي قامت عليها كل من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمان الأسري الوطني. وهدفت الحملة إلى توعية المجتمع بكافة شرائحه بقضية العنف الممارس ضد الأطفال وآثاره النفسية والجسدية وكذلك بيان مسؤوليات الأفراد أيا كانت مواقعهم وطبيعة أدوارهم في الحد من ممارسات العنف. وفي الواقع ليست هناك أرقام دقيقة تشخص واقع العنف الأسري بشكل عام، والعنف ضد الأطفال بشكل خاص، غير أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أكدت إفراد قضايا العنف الممارَسة ضد الأطفال، بشكل مستقل، في تقريرها المنتظر إنجازه نهاية العام الجاري. وتظهر الإحصائيات التي أصدرتها جمعية حقوق الإنسان في عام 2008، تصدُّر مدينة جدة (غرب السعودية) العنف الأسري في السعودية، بتسجيلها 137 قضية، تلتها منطقة الرياض ب59 قضية، فيما جاءت الجوف أخيرا، بتسجيلها تسع قضايا عنف فقط.