لم تدم فرحة مرتادي طريق الهدا طويلا عقب افتتاحه بعد أن أرجعت الخطة المرورية المنظمة للسير بالطريق الزمن إلى مشاهد الاختناقات وتوقف الوقت والسيارات المارة عبره، وأسوأ من ذلك زيادة نسبة الحوادث، ما يجعل من نقاط التفتيش الكثيرة على الطريق معيقا للحركة المرورية في محافظة الطائف، وبالتالي لم يكن أمام مرتاديه من خيار سوى العودة إلى طريق السيل لكسب الوقت وتحاشي الاختناق خصوصا الموظفين. “شمس” قامت بجولة على امتداد الطريق، ورصدت واقع الحركة المرورية فيه، ورغم أنه طريق حيوي احتشدت على جنباته كثير من المحال التي تعبر عن تطور الحركة التجارية المتزامنة مع النمو السياحي والاستثماري في المحافظة، إلا أنه ربما لا يكون الطريق المفضل قياسا بتوقف الحركة فيه، ويفترض فيه أن يكون إضافة تنموية بعد انتظار ثلاثة أعوام، غير أن العابرين بدؤوا العودة إلى طريق السيل هربا من الزحام وخطة المرور غير الموفقة. فهد الثبيتي (موظف يرتاد طريق الهدا يوميا في طريقه إلى مقر عمله في مكة) يؤكد أن الطريق نجح في تقليص المسافة، لكن خطة المرور التي طبقت كانت عقيمة، وتم تحديد السرعة عند 40 كيلو، وتصل في معظم أجزائه إلى 30 كيلو في الساعة. وأوضح أن الطريق يستغرق منه قرابة الساعة والنصف حتى وصوله إلى مقر عمله في مكة، على العكس من طريق السيل الذي حددت سرعته ب125 كيلومترا في الساعة. وأشار مطر الروقي إلى أن الطريق يفتقر إلى مواقف جانبية للطوارئ، إضافة إلى عدم وجود مطبات صناعية لمعظم المنعطفات، ما يشكل خطرا كبيرا على سالكي الطريق خصوصا في ظل تواجد أعمال الصيانة، التي دائما ما تشكل عائقا لسلاسة الحركة المرورية، وطالب بفرض حظر على سائقي الدبابات الصغيرة من سلوك الطريق لعدم التزامهم بآداب القيادة بشكل يجعل منهم خطرا محدقا على مرتادي الطريق. ويقول مصلح الهليل: “طريق الهدا أصبح معلما سياحيا يجتذب الكثير من الزوار، ويحرص كثير من المصطافين على المرور به، لتكتحل أنظارهم بمشاهد السحب التي تعانق الجبال على جنبات الطريق، ورؤية المناظر الخلابة التي تنتشر في تلك المنطقة، أضف إلى ذلك ما تشتهر به من ورد طائفي شغف قلوب ذوي المشاعر المرهفة وجعلهم يسعون وراءه لتقديمه إلى أحبائهم عله يظهر بعضا من مشاعرهم”، وأنهى حديثه بأن طريق السيل قد أصبح مرتعا للذكريات الجميلة. وذكر مصطفى عبدالرزاق مياجان أن طريق الهدا فرصة استثمارية جيدة، خصوصا للباعة المتجولين الذين تحتوي بضائعهم على ما اشتهرت به الطائف من فواكه مثل العنب والرمان وثمر الصبار “البرشومي”، إضافة إلى الورد الطائفي وغيرها من المنتجات الزراعية والحرفية، التي تشتهر بها أول مدينة هاجر إليها النبي عليه الصلاة والسلام عند بدء الدعوة. ويشير مياجان إلى أن افتتاح الطريق على أبواب الصيف أضاف دعما قويا للنشاط التجاري المحيط بهذه المنطقة، إلا أن ما ينقصه هو الدعم السياحي المناسب كإيجاد حدائق ترفيهية في بداية الطريق، وأسفل منطقة الكر التي يصل إليها التلفريك، حيث اكتفى معظم السياح بالبقاء والتمتع بمناظر الطريق الحلزونية الرهيبة من على شرفات جبل الهدا. وقال إنهم شعروا بالإحباط كثيرا بعدما ارتفعت أسعار التلفريك حتى وصلت إلى 60 ريالا للشخص الواحد، ما أدى إلى عزوف بعض المصطافين، أضف إلى ذلك افتقار المكان إلى مطاعم كبرى قادرة على رفع شهية السائح. من جانبه أكد العقيد عبدالله الشهراني لشمس” أن عدد القسائم الصادرة منذ افتتاح الطريق حتى تاريخ 12 رجب الجاري بلغت 4006 قسائم، بينما وصل عدد الحوادث على الطريق إلى أكثر من 140 حادثا، إضافة إلى أن عدد السيارات المتعطلة تجاوز 80 مركبة، وأوضح أن السرعة التي حددت 40 كلم / للساعة بينما تصل إلى 30 كلم للساعة لأغلبية الطريق.