لا ينكر أهمية القراءة إلا جاهل، ولا يقلل من فائدة الاطلاع إلا ضيّق الإدراك وضعيف الوعي، فالقراءة غذاء للعقل والاطلاع تزيد من أفق الإنسان وترفع مستوى تفكيره وتزيد من قدرته على التألق والمشاركة في مختلف المجالات والدخول في أنواع المناقشات الهادفة. وكم يحزُّ في النفس أن نجد معظم الشباب لا يدركون أهمية القراءة تماما ولا يقومون بالاطلاع والازدياد من الثقافة، وإنما يركزون على متابعة المجلات والصحف ومشاهدة المحطات الفضائية. إن هؤلاء الشباب لو ذاقوا اللذة التي يحسب بها القارئ لما توانوا عن الإقدام على فتح الكتاب والنهل من المعين الصافي للمعرفة والنهر العذب للثقافة؛ فالقراءة تجعل الإنسان مدركا حصيفا قادرا على المشاركة في طرح الرأي والمناقشة فيما قد يستمع إليه من مواضيع؛ لأن الكتب بمختلف مجالاتها تنقل القارئ وهو جالس في كرسيه إلى عالم المعرفة والإبداع والثقافة وتوسع مداركه. وخير جليس في الزمان كتاب ، فهناك من الجلساء من قد يضرك ويحركك معه في متاهات لعل أقلها الغيبة والنميمة، أما الكتب - وأخص بالذكر المفيد منها - فلا تزيدك إلا رفعة وفائدة وأفقا وتميزا. ومن هنا أوجه دعوة صادقة إلى الشباب وخصوصا خلال فترة الإجازات، بالبحث عن الكتب القيمة التي تفيدهم في دينهم ودنياهم وليقبلوا بكل فهم وحب على القراءة وليقدموا بصدق على الاطلاع وسيجدون بالفعل أنهم ضيعوا وقتهم فيما لا طائل منه قبل أن يتلذذوا بالقراءة ويسعدوا بتصفح الكتب المهمة، وليتذكروا أنهم مسؤولون عن كل لحظة تمضي من عمرهم. إذًا فلماذا لا يستثمرون أوقاتهم الاستغلال الأمثل ويستثمرونها استثمارا مربحا يعود عليهم بالفائدة في الدنيا والآخرة؟