وجّهت لي الهيئة العربية للمسرح مشكورة الدعوة لحضور مهرجانها المسرحي الأول الذي عقد في الفترة من 6 إلى 10 مايو 2009م بالقاهرة، حيث شاركت 12 دولة عربية بعرض مسرحي لكل منها، إضافة إلى ندوة مصاحبة بعنوان (المسرح العربي إلى أين؟)، تحدث فيها مجموعة من المسرحيين. كانت مدة المهرجان معقولة ومضغوطة إلى حد ما، من خلال تقديم ثلاثة عروض يوميا وفي مواقع مختلفة، ما أجبر بعض المسرحيين على التخلف عن حضور الندوات التطبيقية للعروض حرصا على عدم تفويت العرض الآخر. هنالك إيجابيات وسلبيات، فالإيجابيات هي توجيه الدعوة لعدد من المسرحيين العرب لحضور المناسبة كضيوف على المهرجان، أما السلبيات فهي متعددة، أولها عدم توفير مركز إعلامي يتواصل من خلاله المسرحيون والإعلاميون مع القطاعات التي يتبعون لها في أوطانهم وتزويدهم بأخبار وصور الفعاليات أولا بأول. السلبيات الأخرى تكمن في حفلي الافتتاح والختام، ففي حفل الافتتاح المعد لضيوف المهرجان لم يجدوا أماكن لهم للجلوس، حيث سبقهم لشغلها أقارب وعوائل الجهة المنظمة، ما اضطر الضيوف إلى العودة إلى الفندق وتناولهم ما توفر من عشاء، وأين؟ في قاعة الديسكو الخاص بالفندق. أما حفل الختام فلم تقصّر الجهة المنظمة للمهرجان ووفرت على الجميع الذهاب إلى (ملاهي الهرم) حيث وفرت لهم ذلك في إحدى صالات الفندق من خلال حفل عشاء تخلله مطربون ومطربات، ولم يكتفوا براقصة واحدة بل باثنتين لم تقصّرا مطلقا في عرض كل جزء ممكن من جسديهما، مما لم يحتمله أهل الحشمة فاضطرهم إلى مغادرة القائمة، وهذه سقطة تحسب على رئاسة الهيئة التي لم تراع مشاعر ووقار قامات المسرح ومبدعيه وخروجها عن دورها الأخلاقي والهدف الأساسي لهذا التجمع، وصرف مبالغ مالية طائلة لا عائد منها على المسرح. أما السلبية الأخيرة فهي عملية إعادة ترشيح الرئيس والأمين العام والأعضاء التنفيذيين من خلال الجمعية العمومية التي دعيت لحضورها؛ حيث إن عملية الترشيح لم تكن نظامية إطلاقا، وقد تم إقصاء عناصر معطية وفاعلة من المسرحيين العرب، وخوفا على هذه الهيئة الناشئة من الضياع، يتوجب على صاحب المبادرة الخيرة الذي ساهم بدعمها ماديا ومعنويا وهو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، إنقاذها ونقل مقرها الرئاسي إلى الشارقة وإعادة تشكيل هيكلها الإداري بمسرحيين حقيقيين.