ودّع ملايين المسلمين في السعودية والعالم الإسلامي أمس سماحة العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين، عضو هيئة كبار العلماء سابقا، وأحد علماء المسلمين البارزين في علمهم وعطائهم، وذلك عن عمر يناهز ال78 عاما في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وكان الشيخ ابن جبرين قد أجريت له عملية قلب مفتوح في الرياض، ونقل بعدها إلى ألمانيا لإكمال العلاج، إلا أنه عاد إلى الرياض؛ ليلقى منيته أمس في تمام الثانية والربع ظهرا، بعد انتكاسة مفاجئة أصابت حالته الصحية. ويعتبر العلامة ابن جبرين أحد أبرز علماء العالم الإسلامي، ومن أبرز الفقهاء في السعودية، وأحد العلماء الذين لهم مواقف مشرفة في خدمة الإسلام وتعليمه والدعوة إليه. وعلمت “شمس” أنه سيصلَّى على جثمان الشيخ الجبرين بعد صلاة ظهر اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض. وكانت الرياض قد شهدت أمس فور انتشار نبأ وفاة الشيخ ابن جبرين تجمعا كبيرا من محبي الشيخ وتلاميذه؛ حيث تدفقت جموع غفيرة من داخل مدينة الرياض وخارجها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض للتأكد من الخبر. وقد استقرت الجموع عند ثلاجة الموتى التي نقل إليها جثمان الشيخ في الثالثة عصرا، برفقة أبنائه وأقاربه ومحبيه. وطلب الحضور من المسؤولين عن الثلاجة رؤية جثمان الشيخ وتوديعه، إلا أن عدد الحضور الكبير أجبر مسؤولي الثلاجة على الاعتذار عن عدم الدخول. وبقي من فُجع بوفاة الشيخ أمام ثلاجة الموتى ما بين باك وجالس محزون، بعد أن عجزت قدماه عن حمله. وشهدت “شمس” أجواء الحزن التي خيمت على الحضور، وكل يحاول أن يتصبر ويعزي نفسه، واجتمع الممرضون حول محبي الشيخ في وقفة مؤازرة أخوية؛ للتخفيف من هول المصيبة، وتوقف كثير من الأطباء الأجانب أمام ذلك المشهد يسألون عن سبب ذلك الحب وسبب الوفاة. وكان العلامة ابن جبرين قد عانى مرضا عضالا لازمه طيلة حياته، ألزمه الرقاد على السرير الأبيض في الفترة الأخيرة. وقد أصيب بمرض (الدرن) قبل 50 عاما. وأُجريت له عملية في الجهاز التنفسي. وبعد أن تفاقمت حالته الصحية، استُدعي له أطباء من خارج السعودية، وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بعلاجه في ألمانيا. وفي ألمانيا أُجريت للشيخ فحوصات عدة، عاد بعدها إلى الوطن، وقد استقرت حالته الصحية. وفي ال11 من ظهر أمس ذكر الأطباء ل”شمس” أن الحالة الصحية للشيخ قد تعرضت لانتكاسة وتدهور. وتم استنفار الطاقم الطبي، وعمل الجميع على قدم وساق، وتم عمل إنعاش قلبي للشيخ، حيث أودع العناية الطبية المركزة. وقد نشر الموقع الرسمي للشيخ ابن جبرين خبر تدهور حالته الصحية. وطلب الموقع من الجميع الدعاء له بالشفاء وتخطي تلك الأزمة، إلا أنه رغم المتابعة الدقيقة من الطاقم الطبي فقد وافاه أمر الله ظهرا، كما أكد ذلك الموقع الرسمي لمكتب الشيخ في البيان الذي أصدره أمس. وقد تصدّر خبر وفاة العلامة قائمة الأخبار في مواقع الإنترنت العالمية والمحلية بجميع توجهاتها. وسجلت كلمة (وفاة الشيخ ابن جبرين) في محرك البحث الشهير جوجل (72.700) مرة. ويعد ابن جبرين من علماء الصف الأول في السعودية، الذين لم يتبق منهم سوى الشيخ عبدالله بن عقيل والشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ عبدالعزيز الراجحي، والمفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. وعرف عن ابن جبرين (رحمه الله) قربه من ولاة الأمر؛ حيث زاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المستشفى قبل عدة أشهر، تقديرا منه لعلمه وعمله. وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد قدم (تطمينات) للشعب السعودي، بعد الدعوى التي رفعتها إحدى الجهات على العلامة ابن جبرين، بعد زيارته العلاجية الأخيرة في ألمانيا. وأكد وزير الداخلية خلال مؤتمر صحافي أن السعودية تلقت (تطمينات) من الحكومة الألمانية بعدم المساس بابن جبرين. وعاد الشيخ إلى السعودية لإكمال مراحل العلاج، لكن قضاء الله وقدره قد حلّ؛ ليتم نعيه ظهر أمس.