حذرت الدكتورة ابتسام المليجي استشارية المخ والأعصاب للأطفال بمستشفى سعد التخصصي بالخُبر من خطورة الإفراط في تناول الشيكولاتة والمكسرات والأجبان على الأطفال نظرا إلى تأثيرها المسبب للصداع. وأوصت الأمهات بضرورة تفادي هذه النوعية من الأطعمة قدر الإمكان، وحث أطفالهن على الإكثار من شرب السوائل، لما لهذه العادة الصحية من فائدة خصوصا في ظروف الطقس الحارة. وأشارت إلى كون الصداع عرضا وعلامة يكمن وراءها سبب ما، وفي أحيان كثيرة يحتمل أن تكون هذه الأسباب خطيرة جدا، وأكدت ضرورة أخذ تاريخ طبي للأم والطفل بصورة دقيقة، وإخضاع الطفل لفحص طبي كامل، وملاحظة خلوه من أية أعراض أخرى كالحَوَل في العينين أو ضعف في عضلات الجسم. وتقسم المليجي صداع الأطفال إلى نوعين: صداع أولي لا تكمن وراءه أية مشكلات أو أسباب عضوية، وآخر ثانوي يحدث كعرَض يقف وراءه مرض أو خلل في أحد أجهزة الجسم أو أعضائه. وبينت أن الصداع النصفي أو ما يعرف بال “شقيقة” مرض شائع لدى الأطفال ويصيب جانبي الرأس مصحوبا عادة بغثيان أو تقيؤ. وتبدو على وجه الطفل أعراض الوهن، وتظهر عليه طباع عصبية غير مبررة. وأشارت الى وجود فرع آخر للصداع الأولي يطلق عليه “الصداع التوتري”، وينتج من التوتر النفسي والضغط العصبي الذي من الممكن أن يتعرض له الطفل في المنزل أو المدرسة، ويصيب هذا النوع الرأس كاملا، أو يكون شكل صداعه كرباط نحو الرأس، ولا يصاحبه غثيان أو تقيؤ. وتؤكد المليجي ضرورة البحث عن السبب وعلاجه في البداية، أما بالنسبة إلى الصداع النصفي الناشئ دون أسباب فيعتمد علاجه على سن الطفل ونشاطه وشدة الأعراض ومدى تأثيرها في نشاطه اليومي، وفي غالبية الأحيان يختفي تلقائيا إذا تمت طمأنة الطفل بخلوه من أسباب أو مشكلات صحية خطيرة. وأشارت المليجي إلى أن التهابات الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية الحادة والمزمنة أو ارتفاع درجة حرارة الجسم لأي سبب من الأسباب ومشكلات البصر كطول النظر وارتفاع ضغط العين، جميعها أسباب شائعة للصداع الثانوي عند الأطفال، وغالبا ما ينتهي إذا عولج السبب الذي نشأ عنه، أما إذا كان الصداع حادا ومصحوبا بقيء وارتفاع في درجة الحرارة وآلام وتيبس بعضلات الرقبة، وتغيير في درجة وعي الطفل وضعف بالعضلات أو غيرها من الأعراض التي تدل على إصابة الطفل بالتهاب السحايا أو الحمى المخّية، ويجب التوجه به سريعا إلى المستشفى. وتنوه إلى ضرورة تغيير الأمهات نمط حياة أطفالهن المصابين بالصداع، مع الحرص على انتظام مواعيد نومهم وطعامهم، وشرب كميات كافية من السوائل، وتفادي بعض الأطعمة التي تتسبب في الإصابة بالصداع.