دائما.. تجدهم بعدد لا يستهان به.. ويتجمعون فيما حولهم، وينظرون إليك بنظرات يفهمونها عندما تقترب منهم دون هدف محدد.. ويحمل كل شخص منهم في يده أداة رزقه.. تجدهم مجتمعين بجوار وحول الإشارات الضوئية وفي الساحات.. يتسابقون على أية سيارة تقف من أجل الحصول على فرصة العمل؟! هؤلاء الباحثون عن العمل.. أو بالأحرى تلك العمالة المتخلفة التي نراها في مطلع صباح ومساء كل يوم.. ليسوا إلا مظهرا بشعا.. متخلفا.. يدفع ثمنه وطني الحبيب؟! أشاهدهم كل يوم وأنا متجه إلى عملي.. يكتسون تلك الملابس الرثة المتشابهة.. وكأنك تشاهد إحدى العصابات في أحد الأفلام الأجنبية! في إحدى المرات.. استيقظت باكرا يوم الخميس وذهبت لإحضار الإفطار.. وفي طريق عودتي مررت بتلك الإشارة التي تعتبر مركزا لتجمعهم.. وفجأة رأيت الجميع يركض ويركض بشدة من الخوف، والسبب كان وجود سيارة الجوازات، ولكن هيهات يا سيارات الجوازات.. ليس لديك القدرة الكافية على قبض هذا العدد المهول من هذه العمالة المتخلفة.. وهناك من يرى أن سبب تواجدهم الدائم عدم رؤية دوريات الجوازات إلا مرة واحدة في السنة؟! ودائما.. أتساءل؟! كيف أتوا إلى وطني؟! كيف تُركوا بهذا الجرم الواضح في كل يوم؟ وجودهم هو خطر اقتصادي وأمني كبير..! هم هنا بلا هوية.. وبلا كفيل.. وبلا أي شيء؟! إنهم قنبلة ستنفجر وستخلف الدمار الكبير.. وما المشكلة، هل في إدارة الجوازات؟!! ولماذا لا تتم مداهمتهم بشكل سريع وبخطة مدروسة؟! ولماذا لا يتم القضاء على هذه الظاهرة التي ستدمرنا ونحن صامتون؟! أتمنى من المسؤولين في إدارة الجوازات.. أن يتجه أحدهم في أي صباح يناسبهم، أو حتى في وقت العصر إلى تقاطع شارع أحمد بن حنبل مع شارع سعد بن أبي وقاص في حي النسيم، ويرى بأم عينه صدق ما كتبته هنا؟!.. وأنا أجزم بأن هناك الكثير من الشوارع المستنسخة من ذلك الشارع! وكل ما في الأمر والخلاصة التي أرجو أن يفعلها مسؤولو الجوازات هي الذهاب إلى المكان الذي حددته بسياراتهم في تمام السابعة صباحا، أو في تمام الرابعة عصرا، وسيجدون ويرون بأعينهم ما قلته. أنقذوا وطني منهم؟! أنقذونا منهم؟ ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد..!!