تتصدر الاضطرابات الانفعالية قائمة الأمراض التي يخشاها الطلاب وأولياء أمورهم، وكذلك الأكاديميون في مختلف المراحل الدراسية، خاصة أن عدد المصابين بها يتضاعف خلال فترات الاختبارات عند مواجهتهم لها في كل عام؛ ما يطرح إمكانية أن يكون لها تأثير على مهاراتهم ومستوى أدائهم التحصيلي عند ظهور النتيجة آخر العام. التحضير المبكر ذكر الدكتور محمد شعبان، استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل بالدمام، أن أعراض اضطرابات القلق تشمل الشعور بالخوف والهلع، إضافة إلى شحوب الوجه والصداع والغثيان، مع تيبس الفم والشعور بالاختناق وافتراض الوساوس والذكريات المؤلمة والأحلام المتكررة، يصاحبها تعرق وشد عضلي ونبضات في القلب سريعة وتفاعلات جسمانية غير مريحة ورغبة في القيام بأي شكل من أشكال إفراغ الطاقة النفسية والجسدية، بحركات سريعة ومتواصلة كتحريك الأيدي والأرجل أو المشي السريع. وأوضح شعبان أن طلاب المرحلة الثانوية أكثر عرضة للقلق بالمقارنة مع غيرهم من الطلاب في مختلف المراحل الدراسية؛ باعتبار الثانوية مرحلة مصيرية. مشيرا إلى أن القلق المرضي هو أكثر الاضطرابات الانفعالية شيوعا وانتشارا؛ حيث يعانيه تقريبا (واحد من بين كل تسعة أشخاص) أو طلاب. ونصح الطلاب من الجنسين بالتحضير المبكر للامتحانات، بوضعهم خطة دراسية للمذاكرة وتجنب السهر وتعزيز الثقة بالنفس. من خارج المنهج من جهتها تقول إحدى طالبات الصف الثالث الثانوي (القسم العلمي)، بإحدى مدارس الدمام: “خلال الأيام الأولى من الاختبارات يتعرض كثير من الطالبات لحالات من الإغماء”. وتضيف: “اليوم الأول من بدء الاختبارات يكون يوما صعبا لنا جميعا كطالبات”. وتذكر أن “من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالات الإغماء وتزيد حدة التوتر وضع المعلمات أو دائرة الاختبارات في المنطقة أسئلة اختبارات من خارج المنهج”. وتؤكد أن “هذا الأمر يسبب تشتتا ذهنيا وربكة لنا ويفقدنا السيطرة على النفس”. وتصور الطالبة حال زميلاتها وتقول: “هناك من تجهش بالبكاء، ومن يغمى عليها”. وتضيف أنه “يبقى علينا كطالبات أن نعد أنفسنا لمثل هذا اليوم”. وتقول: “بودي أن تقوم إدارة المدرسة بتوعية الطالبات، خاصة مشرفات مراكز الاختبارات”. وتوضح: “عليهن أن يقمن بتوعيتنا لمثل هذه الأيام، بعمل اختبارات تجريبية للتهيئة النفسية لجميع الطالبات”. المعدل يقلقني ويذكر قايد بن سيف (طالب بالجامعة) أن المرحلة الجامعية تختلف اختلافا كليا عن الدراسة الأخرى بجميع مراحلها، ويقول: “نحن كطلبة جامعيين نعلم جيدا أن أسئلة الاختبار ليس شرطا أن تأتي من نفس المحاضرة، التي يلقيها الدكتور على طلابه”. ويضيف: “لكن الأمر المزعج الذي نواجهه كطلبة جامعيين هو الخشية من نزول المعدل؛ لأنه هو ما يحدد البقاء بذات الجامعة”. ويذكر قايد أن “أيام الاختبارات بالنسبة إلينا كطلبة موسم للقلق النفسي والتوتر”. ويضيف: “إنني أعكف أثناء الاختبارات لمدة شهر في البيت؛ فلا أخرج ولا أذهب مع أحد، بل أعيش في شبه عزلة استعدادا للاختبار”. ويوضح أن “هذا الأمر يزيد من حدة التوتر لدي ولدى كثير من زملائي الطلبة”. ويعرب عن تطلعه إلى تخطي مرحلة الخوف عند إقبال أيام الاختبارات، التي يرى أنها أصبحت تقلق الجميع. ويضيف: “لا أعلم ماذا يصيبني عند حلول تلك الأيام من نوبات خوف شديدة وآلام في البطن وصداع شديد”. ويؤكد قايد أن المحاضر يعمل اختبارا قصيرا قبل بدء المحاضرة، وعادة يكون سؤالين قصيرين، مدتهما تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق. ويضيف: “أرجح أن سبب الخوف والقلق والتوتر الذي يجتاح كثيرا من الطلبة قبل بدء الامتحانات النهائية هو الأهل ذاتهم”. ويوضح أنهم “يقومون بشحن الابن أو البنت، والإلحاح عليهما بطريقة تجعلهما في حالة من الخوف الشديد، وكأن المسألة حياة أو موت”.