كثيرة هي اللقاءات الإعلامية في الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تركز بشكل خاص على المسرح في المملكة العربية السعودية وتطرح تساؤلاتها عن أسباب ضعف العطاء المسرحي، وجوانب متعددة متعلقة بهذا الجانب، وغالبا ما تكون تلك اللقاءات مع أشخاص ليس لهم دراية بالشأن المسرحي العام، إلا من خلال مشاركات سنوية تجارية تنظمها أمانة منطقة الرياض بهدف الترضية في مناسبات الأعياد. الغريب أن هؤلاء الأشخاص يدلون بمعلومات غير صحيحة ويتحدثون عن جهات لا يمثلونها أصلا. أما كيف يتم إخبار هذه النوعية فهي لا تحتاج إلى عناء، فبكل تأكيد هنالك الكثير من الأصدقاء العاملين في القناة سواء كانوا مخرجين أو معدين أو مقدمي برامج وبالتالي لا يكلف هؤلاء أنفسهم بالبحث والتقصي عمن يملك الإجابة الفعلية لما سيطرحونه من أسئلة، وهي أصلا مكررة، وهذا هو أحد أسباب تدني وهشاشة الإعداد في هذا المجال. كنت أتابع مصادفة لقاء من هذا التصريح مع مخرج وممثل (مع احترامي الشديد لهما) في إحدى القنوات المحلية، وفوجئت أن المذيع يطرح أسئلة خاصة بجهة مؤسساتية معنية بالمسرح والمسرحيين بالمملكة العربية السعودية على الممثل الذي ليس له علاقة بذلك، ولكنه كان شهما وتفضل بالإجابة عن السؤال بكثير من المغالطات غير الصحيحة، وحيث إنه لا يوجد وسيلة للرد المباشر على الهواء وتصحيح تلك الأغلاط، فإنني تألمت كثيرا؛ لأن المتلقي والمتابع وخاصة من لا يعرفون شيئا عن واقع الحال يأخذ بكل ما سمعه على أنه صحيح. أعتقد أننا في حاجة إلى مهنيين مختصين في هذا المجال يحسنون اختيار المواضيع والأشخاص، وإلا فإننا سنظل في ذيل القائمة إعلاميا، إلى أن يولد جيل متخصص في كل شيء، وإلى أن يستيقظ المعنيون بالإعلام من سباتهم.