لم تعد عمليات التجميل حكرا على نجمات الفضاء والتلفزيون من مذيعات وفنانات ومغنيات، بل ولم يعد هدف المراكز المنتشرة في كل مكان السيدات فحسب، إنما وسعت رقعتها بشكل كبير حتى شملت الشباب.. ولأن الشباب السعودي جزء من العالم العربي أصبحت لهم أيضا اهتمامات دفعتهم إلى متابعة الجديد في عالم التجميل من أجل الحصول على شكل مقبول ومنظر جذاب. ويؤكد الدكتور أحمد العتيبي رئيس اللجنة الطبية واللجنة التأمينية في المجلس الاستشاري في جامعة الملك سعود أن إقبالا كبيرا من الشباب السعوديين على مراكز التجميل خلال الفترة الماضية للاستفادة من أجهزة الليزر لإزالة الشعر في مناطق متفرقة منها ما يغطي الرقبة والعنق، بحجة أن أكثر الحلاقين الذين يترددون عليهم يجهلون الطرق الآمنة لحلاقة الرقبة والعنق ما يسبب مشاكل مزعجة لهم ويضطرهم إلى اللجوء إلى مراكز التجميل لحل تلك الإشكاليات. وفي جانب آخر، يؤكد العتيبي أن السعوديات وحسب آخر الإحصائيات لعام 2008 يعتبرن الأكثر إقبالا على التجميل في منطقة الخليج بعد أن كانت الكويت هي الأولى، وقال إن ثقافة التجميل زادت كثيرا وانتشرت بسبب القنوات الفضائية وتأثر السعوديات بالفنانات الخليجيات. وقال الدكتور العتيبي إن السعودية شهدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة نقلة كمية ونوعية في مجال الجراحة التجميلية سواء من ناحية ازدياد المراكز التي تعنى بهذه الجراحات أو الإقبال على هذه العمليات، لافتا إلى أنه منذ قرابة السنوات العشر كانت هناك مراكز محدودة تقدم هذه الخدمات، أما الآن فهناك أعداد كبيرة تزيد على 35 مركزا. وأضاف أن الخدمات تختلف من مركز إلى آخر وأن أكثر المراكز الموجودة ما زالت تعمل بأجهزة وتقنيات قديمة، بينما المراكز الجديدة وفرت أجهزة حديثة في طب التجميل وواكبت التطور الحاصل في أوروبا وأمريكا. وأكد العتيبي أن أكثر العمليات التي تحظى بإقبال كبير تتمثل في عمليات شفط الدهون وتكبير الصدر وتجميل الأنف عند السيدات، فيما يقبل الشباب على عمليات زراعة الشعر وتجميل الأنف وإزالة الشعر بالليزر لمنطقة الوجه. من جهته قال الدكتور علا عطاالله استشاري جلدية وتجميل إن سوق جراحة التجميل في زيادة مطردة ونموها مستمر سنويا، وإن الإقبال على التجميل بشكل عام هاجس كل سيدة سعودية أو خليجية، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل امتد للرجال، فالجمال مطلوب وبشكل كبير لدى الجنسين، والاهتمام بالمظهر والبشرة وكل الأشياء التي تؤدي إلى الجمال العام للمرأة أو الرجل، وأضاف أن هذا الأمر كان محصورا في الدول الغربية ولبنان ولكنه دخل أخيرا للسعودية وزاد عدد العمليات التجميلية عن 1000 للأنف أو الصدر أو الأرداف أو تنفيخ الشفاه أو شفط الدهون، وأصبح الاهتمام بالجمال والتجميل من أولويات كثير من النساء، إذ زادت نسبة الاهتمام وزيارة مراكز التجميل بنسبة 37 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية. وأضاف أن أكثر من 40 في المئة من السيدات في المجتمعات الخليجية يراجعن مراكز التجميل مبديات الرغبة في تغيير أشكالهن وإجراء العمليات التجميلية.