يعتبر البقشيش في بعض البلدان مثل الصين نوعا من الرشوة والتحقير لكرامة العامل.. لكنه في بلدان أخرى يجب عليك دفعه للنادل او العامل في الفندق او حتى في سيارة التاكسي. العالم في تغير دائم، وتعامل الانسان مع المال يتغير أيضا، وثقافة البقشيش آخذة في التوسع حتى في بلدنا السعودية. فهنا تستغل بعض العمالة طِيبة وبساطة بعض المواطنين، فتتودد وتتوسل إليهم حين الانتهاء من عمل طلب منهم إنجازه، طالبين منهم دفع أجر إضافي فوق الأجر المتفق عليه مسبقا، وهو ما يطلق عليه بالعامية (البقشيش).. وتارة أخرى يكون بإرادة وهوى الزبون، الأمر الذي جعل العمالة تربط بين إتقان أعمالها والحصول على “البقشيش”. فهل اصبح البقشيش حقا مكتسبا للعمالة في مجتمعنا؟ وما الاثر السلوكي والدافع النفسي وراء هذه الظاهرة؟ وأين ومتى بدأ التعامل بالبقشيش؟.. “شمس” تفتح ملف القضية وتسعى للإجابة. تقليعة برستيج بداية يقول سلطان النفناف: “انتشرت ظاهرة طلب البقشيش في بلدنا بعد أن استوردها البعض من بلدان العالم الأخرى وبخاصة السياحية منها”. ويوضح انه “سرعان ما تفاعل معها شبابنا، وأصبح موضة لديهم”. ويعلل ذلك بأنهم “يسعون خلف التقليعات وابتكارها”. ويضيف: “أنا اليوم أشاهد دفع البقشيش أمام عيني كل يوم من بعض الشباب، ظنا منهم أنه مكمل لل (برستيج) الذي يدّعونه” ويقول: “الغريب أيضا أن بعضا منهم يقول انه من العيب أن يأخذ باقي المبلغ الزهيد البخس أمام أصدقائه”. ويتساءل النفناف: “أليس ذلك العامل يأخذ راتبه نهاية كل شهر، مقابل ما يقوم به من خدمة؟!.. أليس هذا هو عمله اليومي؟!.. أم أن المال لم يعد له قيمة في زمننا هذا؟!”. ويضيف: “للأسف هذا ما أشاهده كلما ذهبت لأحد المقاهي المتخصصة في الكوفي”. ويذكر ان “البقشيش يراه البعض إجباريا، لكي يحصل على ما يريد قبل الآخرين، ويراه البعض اختياريا”. ويوضح: “أنا لا أؤيد هذه الظاهرة ولا أحبذها”. ويتوقع أن “يأخذ البقشيش أبعادا كبيرة حتى يصبح أشبه بالرشوة”. ويقول النفناف: “التعامل بالبقشيش أخذ النصيب الأكبر بين شبابنا، وأصبح ملازما لهم”. ويضيف: “أصبح العامل يشترط أحيانا البقشيش، قبل أن يقوم بعمله، وكأننا نقدم لهم رشوة للقيام ببعض الأعمال التي هي من واجبهم”. استغلال وطمع ويرى فهد الصويلح أن “ظاهرة البقشيش موجودة في مجتمعاتنا”. ويوضح انها “من أهم القضايا التي جعلت العمالة الأجنبية تطمع في جيوب المواطنين”. ويضيف: “للأسف نحن من أوجد هذهالظاهرة، ونحن من عود العمالة هذا الاستغلال الخطير، الذي إن قبِله شخص فسيرفضه أشخاص كثيرون”. ويذكر أن “الفئة التي تملك المال هي من تؤيد هذه الظاهرة، وتساعد في انتشارها”. تقدير لنا ويقول علي أحمد (عامل في مقهى): “المال الذي يدفعه الزبون لنا هو تقدير لأعمالنا التي نقوم بها”. ويوضح: “دائما نجد الزبائن يتخلون عن باقي حساباتهم لدينا، لثقتهم بما نقدمه لهم من خدمة”. ويضيف: “أعلى ما حصلت عليه هو مبلغ 100 ريال من أحد الزبائن، عندما وفرت له احدى الجلسات الخاصة في المقهى، لمشاهدة احدى مباريات فريقه المفضل”.