حمّلت بعض الجماهير والفنانين التقنيات الإلكترونية والتوزيع الموسيقي الذي طرأ على الأغنية الخليجية في ال15 سنة الأخيرة مسؤولية (تسطيح) الأغنية، وجعلها بلا إحساس أو قيمة، وصالحة للاستماع مرة واحدة فقط، ونتج من ذلك تهميش الأغنية الطربية بدخول الأغنية خفيفة الكلمات سريعة الإيقاعات.. ولجأ إلى تقديمها عدد من الفنانين الذين لا يستطيعون التعاون مع أسماء كبيرة، أو البعيدين عن الضوء والباحثين عن الفلاشات.. عن هذا الموضوع علَّق عدد من المنتمين إلى الوسط الفني، وجاءت آراؤهم متباينة.. عبدالكريم: لا يوجد لدينا أمثال شعبولا تحدث الفنان عبدالكريم عبدالقادر قائلا: “في الخليج لا يزال الوضع الفني في حالة جيدة، ولم يظهر في زمننا حتى الآن مثل شعبان عبدالرحيم”، وأضاف: “إن الفن قيمة، ويجب على الفنان أن يشعر بما يقدم وبما يختاره للجمهور؛ لأن ثقافة الجمهور وتطوير ذوقه مهمة الفنان الحقيقي”. واستشهد عبدالكريم بكوكب الشرق أم كلثوم، التي كانت تهتم بشكل كبير بأعمالها وعمل بروفات موسيقية مع كل عضو من أعضاء فرقتها؛ لذلك خلدت أغانيها. (التليفون) نجحت بعد الهجوم وأكد عبدالكريم، أن هناك الكثير من الأعمال التي جار الزمن عليها، وكانت دخيلة على الفن في ذلك الوقت، ووصفها النقاد بأنها لا تمت إلى الفن بصلة، حيث قدمت شادية في عام 1962 أغنية التليفون، وكانت خفيفة واعتبرت من أسوأ الأغاني في ذلك التاريخ، لكنها أصبحت من علامات الفن فيما بعد وأرَّخت سنوات دخول التليفون الأرضي للقاهرة. جمعة: الفنانون قلدوا سقوطي! الفنان سعد جمعة اشتهر بعدد من الأغاني (النقازية)، التي تحمل اللون نفسه، الذي تدخل عليه عدد من الآلات. وقال جمعة: “كنت ذكيا عندما طرحت ألبوم دوشة عام 1992، واستطعت بذلك الألبوم أن أحقق انتشارا كبيرا، وأن أجعل جميع المطربين في الساحة مجرد مقلدين”، وأضاف: “سقط بعد ألبومي عدد من الفنانين مثل فتى رحيمة ومحمد عمر في (كارت أحمر)، وصالح خيري في ألبوم (يا طير خلك)، وعبدالمجيد عبدالله عندما قدم (رهيب) 1994، وخالد حمد (عذبيني يا بدوية) العام نفسه، وهذه الأعمال ليست هابطة، بل حققت نجاحا كبيرا مثل أغنية الزار”. المسباح يطلب التأني تذمر الفنان محمد المسباح من واقع الأغنية السريعة ذات الإيقاعات والكلمات الخفيفة قائلا: “العمل الفني بحاجة إلى دراسة متأنية، وأستغرب حقيقة تقديم الفنان الألبوم يحتوي على 16 أغنية يتم تسجيلها في أقل من ستة أشهر وبشكل سريع، ومن حقي أن أختار العمل الذي يناسب صوتي، ولا يوجد لدي مانع في أن أغيب سنتين أو ثلاثا؛ حتى أجد الأعمال التي تناسبني وتناسب صوتي”. العمير يرفض اللون الشبابي ذكر الفنان الشاب علي العمير، أن الساحة الفنية أفسدتها أعمال كثيرة يعتقد أصحابها أنها جيدة وهي بالكاد تستمر شهرا أو شهرين، ومن ثم تنطفئ، وهذا ليس هو الفن الحقيقي، وقال العمير: “الجماهير تطالب بالجميل، وليس العكس، وكل ما قيل حول طلبات الجمهور بأنهم يفضلون الشبابي أكثر فهذا غير صحيح”، وأضاف: “هناك بعض الأسماء أفسدت الفن، وتهمها مصالحها الشخصية، ويرضخ جمهورها لأطروحاتهم حتى لو كانت سيئة”، وأشار إلى أن غالبية الفنانين يحاربون محمد عبده، لكنه وفي الواقع يبقى القيمة الباقية في الفن.