بين واق تقليدي يقتل حميمية اللقاء بين الزوجين، وربط للوعاء الناقل للحيوان المنوي؛ يثير غضب الأزواج ثأرا لكرامتهم.. وبين استخدام الرجال للهرمونات كموانع للحمل.. تعلو صرخات المختصين بالتحذير من مخاطرها الصحية. بين كل ذلك؛ يسعى (لوبي) المتزوجات باحثا عن وسيلة لإقناع الأزواج باستخدام وسائل منع الحمل الذكورية، وإلقاء عبئها عن كاهلهن، لعلهن ينعتقن من مسؤوليتها وآثارها الصحية والنفسية واللياقية.. وبما يحقق غايتهن في الحفاظ على جسم رشيق، وقدٍ مياس جميل يطول معه عمر الشباب. من هنا تبقى الزوجات مترقبات أي ابتكار علمي جديد، يخص موانع الحمل التي تخص الأزواج، لعلهن يعفين أنفسهن من عناء موانع الحمل الأنثوية. الواقي فقط الدكتور أحمد عبدالهادي موسى استشاري الذكورة والعقم أكد أنه لا يوجد في الصيدليات سوى الواقي الذكري الذي يستخدمه المتزوجون بواقع 5 في المئة فقط من إجمالي المتزوجين. وأوضح أنه "عبارة عن غمد مصنوع من مادة البلاستيك المطاطية الرقيقة، كموانع صحية آمنة تخص الزوج". واعتبر موسى الواقي الذكري ذا فعالية كبيرة "إن استخدم بالشكل الصحيح". وأضاف أن نسبة حدوث الحمل معه تصل إلى 2 في المئة فقط. وأوضح أن الواقع في السعودية يشير إلى ما نسبته 17 في المئة حالات حدوث حمل مع استخدام الواقي. وأرجع ذلك إلى "سوء استخدامه حيث لا ينتظم الزوج في المواظبة عليه". ربط الحبل وذكر موسى أن "عملية ربط الحبل المنوي لدى الرجل، ليست عملية بالمعنى المفهوم، إذ إنها تجرى في عشر دقائق، ويمكن إجراؤها في العيادة، والخروج فورا". وأضاف أن "هناك طريقة تقليدية تتم باستخدام المشرط، وعمل فتحة صغيرة لا تتعدى 5 مم في جلد كيس الصفن لإخراج الحبل المنوي وربطه". وذكر أن "هناك طريقة حديثة تجرى من دون استخدام إبرة التخدير، ومن دون مشرط، وفيها يتم التخدير باستخدام جهاز (ديرمو جيت) بحيث لا يشعر المريض بأي شيء خلال العملية". وأكد موسى أنه "إذا رغب الزوجان في الحمل بعد ذلك يمكن أن يعمل الرجل عملية إعادة توصيل للحبل المنوي، ويتم ذلك باستخدام الميكروسكوب الجراحي". الهرمونات خطر ونبه موسى إلى خطورة استخدام الحقن الهرمونية، "حيث يعطى الرجل كميات كبيرة من هورمون الذكورة (وأحيانا البروجيستيرون) لوقف إنتاج الحيوانات المنوية داخل الحقن". وقال: "لا ننصح بها طبيا". وأوضح أنها "ليست الطريقة المثلى لمنع الحمل للرجال". وأضاف: "هناك أعراض جانبية كثيرة لاستخدام الهورمون بنسبة غير طبيعية، مثل زيادة كرات الدم الحمراء، وتأثيرات في ضغط الدم والشعر والجلد والبروستات وغيرها". حبة السكر وأوضح موسى أنه يوجد كثير من الأبحاث حول محاولة تصنيع حبوب منع الحمل للرجال، ومنها حبة السكر SUG A R PILL، وهي حبوب تمنع إخصاب الحيوانات المنوية للبويضة، حيث تمنع التصاق الحيوان المنوي بجدار البويضة. وأضاف: "كما أن هناك حبوبا جديدة تعمل على شل الحيوانات المنوية، فلا تستطيع الحركة مطلقا، وهي مستخرجة من نبات طبيعي TRIPTRIGIUM WILFORDI وهذه الحبوب ستطرح في المستقبل القريب كحبوب منع حمل للرجال. كرامتي! من جهته؛ علق الدكتور انتصار الطيلوني استشاري أمراض النساء والولادة والعقم على عملية الربط "بأنها تمس كرامة الرجل الشرقي". وأكد "أن المتزوجين لا يرحبون بالفكرة". وأوضح أنهم "يرفضون رفضا قاطعا أن تناقش فكرة أن يكون الرجل عقيما". وأرجع ذلك إلى "تأثيرات البيئة كون هذا الأمر يمس رجولة الزوج المطلقة". واستدرك الطيلوني قائلا: "إنه قد يضطر بعض الرجال إلى استخدام إحدى الوسائل المذكورة، عندما تكون حالة الزوجة لا تسمح باستخدام أي من الوسائل المتاحة له، ويفضل عادة العازل الطبي". وأوضح الطيلوني أن نحو ال85 في المئة من النساء اللاتي لا يستعملن وسائل منع الحمل يحملن في خلال سنة واحدة. وقال: "يمكن للمرأة أن تحمل حتى وهي ترضع ابتداء من اليوم العاشر بعد الولادة تقريبا، وحتى خلال دورتها الشهرية". وأكد أن "العلم يفضل استخدام موانع الحمل من قبل المستقبل أي المرأة كون عناصر الحمل تجتمع فيها". جمال السعوديات ورفض الطيلوني الرأي القائل إن وعي الأزواج السعوديين بتنظيم النسل، ناجم عن أمور اقتصادية. وعلل ذلك بكون طبيعة الرجل السعودي ترفض وضع العوائق المادية والصعوبات المعيشة مبررا لتنظيم النسل. وأوضح أن السبب الرئيس في التنظيم هو أن "المرأة السعودية تحرص تمام الحرص على رشاقتها وخفض وزنها والمحافظة على مظهرها العام". وأوضح أن "أغلب النسوة بعد الحمل لا يرضعن أطفالهن في الوقت الحاضر، لخوفهن من انعكاس فترة الرضاعة على الشكل العام لصدرهن". وأضاف: "أكثر المتزوجات عاملات، وبالتالي يؤثر الحمل في وظائفهن فيلجأن إلى تنظيم النسل". رأي صيدلي من جانب آخر؛ أكد عدد من الصيادلة أن "مانع الحمل الوحيد في الأسواق الذي يختص بالرجال هو الأقل مبيعا بين ثمانية أنواع جلها للمرأة". وأضافوا أنه "في حال شراء الرجل لمانع حمل فإنه يقدم على شراء الأنواع الرخيصة منه". وأوضح كل من الصيدلي عاطف أحمد والصيدلي صبري علي أن "الرجال أقل من النساء شراء لموانع الحمل". وعللا ذلك بأن "المتوافر لدينا نوع واحد مقابل ثمانية أنواع للمرأة". وأرجعا الأسباب "إلى أن الواقي الذكري يضعف من نسبة الإحساس أثناء العلاقة الزوجية". وأضافوا: "إن أكثر المتزوجين إقبالا على شرائه هم من فئة المتزوجين حديثا".