أطلعت على الخبر المنشور في جريدتكم الغراء "شمس" في العدد (1228) الصادر السبت 23 / 5 / 2009، الذي قال فيه الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة الماضية، إن الزلازل والهزات من آيات الله سبحانه وتعالى وأيام نذر تظهر فيها عزته وتمام ملكه، وتوقظ قلوبا غافلة لتراجع توحيدها وإخلاصها فلا تشرك في قوته وسلطانه أحدا. وهنا أريد أن أدلو بدلوي حول إحدى الظواهر التي انتشرت بين الناس وهي الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه والناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا). وهناك ثلاثة أنواع للظلم، الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، والثاني ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات. أما الثالث فهو ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالبا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. وهناك الكثير من صور ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته: ومنها مماطلة من له عليه حق، ومنع أجر الأجير، والحلف كذبا لاغتصاب حقوق العباد، والسحر بجميع أنواعه، وكذلك عدم العدل بين الأبناء، وشهادة الزور، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، وأكل صداق الزوجة بالقوة وأذية المؤمنين والمؤمنات والجيران، والغش وكتمان الشهادة، وطمس الحقائق، والغيبة، ومس الكرامة، والنميمة، وخداع الغافل، ونقض العهود وعدم الوفاء، وعدم رد الظالم عن ظلمه. لذلك أقول إن على الظالم أن يتذكر الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله، تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. حفظ الله بلادنا الغالية من كل سوء، وهي دعوة مني إلى الجميع بالاستغفار والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والرفق واللين في القول والعمل.