مع اقتراب الموعد الثالث الذي حددته قناة (الغالية) لبدء البث (سبتمبر 2009)، لا يبدو أن القناة ستطل على مشاهديها ومنتظريها كقناة محلية سعودية يدعمها القطاع الخاص، ليلحق هذا الموعد بموعدين آخرين سبق تحديدهما، هما مارس وأكتوبر (2008)، ولم يتم البث فيهما، وتتزايد التكهنات والمؤشرات بإقفال القناة مع بروز معلومات متضاربة تطفو على السطح عن بروز مبرر جديد، وهو الانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية؛ بسبب وجود أسماء مشتركة في قائمتي التأسيس في هاتين المنشأتين، لكن بعض العارفين بما يجري داخل القناة وبأنشطة جهات فضائية أخرى منافسة، وببواطن ما يجري في مدينة الملك عبدالله، رأوا أن ذلك مجرد مبرر وغطاء للإقفال، خصوصا مع وجود عدد من المشكلات داخل القناة منذ تأسيسها.. ورطة عقود الموظفين أفادت مصادر من داخل القناة لشمس” أمس، بأن هناك مساعي حثيثة في هذا الصدد لإنهاء عاجل، وحسم لعقود مجموعة الموظفين الذين تمتد عقود عملهم إلى ثلاث سنوات؛ إذ يتوقع أن يحسم هذا الأمر السبت في اجتماع للقناة، وتدور تكهنات بأن يتم توجيه خطابات خاصة بهؤلاء الذين أصبحوا يُعرَفون باسم (المعلقين) توضح طريقة التسوية في حال إغلاق القناة نهائيا، أو يتم توجيههم إلى الشؤون القانونية بشركة دلة، فيما يشير ذلك إلى احتمالية بدء شكاوى جديدة بين القناة وبعض الموظفين تضاف إلى شكاوى سابقة منظورة بمكتب العمل. العائق المالي يعود السبب الرئيس في اتخاذ قرار الإيقاف إلى المصروفات المالية الكبيرة التي تكبدها المؤسسون للقناة، حيث رصد مبلغ يقدر ب200 مليون للسنوات التشغيلية الثلاث الأولى، وتم صرف جزء كبير منه خلال السنة والنصف الماضية أي قبل البث، الذي بدا أخيرا مستحيلا كما لم يستفد من المبالغ المصروفة في تأسيس البنية التحتية للقناة، خاصة تلك المتصلة بالتدريب وإعداد الكوادر والتجهيز الفني، خصوصا أن الميزانية اتجهت لصالح الإنتاج الرياضي في قنوات art. تذمر الموظفين وحدد بعض من غادروا القناة، ممن عينوا في وظائف مهمة سلفا بها، المشكلة بأنها مشروع غير مؤسس بشكل صحيح، وذهب بعضهم إلى أن هناك مبالغ كبيرة صرفت في غير مجالها، وبرر عدد منهم لشمس” التعثر بعدم وضوح الرؤية، وعدم وجود تخطيط مؤسسي للقناة، إضافة إلى وجود هيكل وظيفي وتنظيمي دون وضوح الصلاحيات والمسؤوليات، ولا يوجد سلم للرواتب وإجراء التدريب اللازم للملتحقين بالقناة وإسناد الجوانب الفنية والتدريبية إلى غير متخصصين وغير أكْفاء، واعتماد التوظيف عموما على المجاملات والمحسوبية، مستدلين على ذلك بتعيين نائبة للمدير وصفوها بعدم المعرفة بالمهنة أصلا، إضافة إلى تعيينات أخرى لا تنسجم واختصاص القناة ومجال عملها. كما تحدثوا عن صرف مبالغ لا طائل أو جدوى أو مبرر لصرفها، منها ما صرف لكتّاب دون أن يفعلوا أو يقدموا شيئا لقناة لم تبث أصلا، وحددوا مبلغ 40 ألفا، تم صرفه لخطب ود أحد الكتاب. فصل جماعي إجراءات الفصل وإنهاء التعاقد التي اتخذتها القناة، والتي تزايدت في الآونة الأخيرة، يقابلها في الوقت نفسه عدم التوظيف وعدم التعاقد مع كفاءات بديلة.. كما أن من مؤشرات التوقف وتجميد عمل بعض الموظفين، وعدم إسناد أي أعمال إليهم؛ انتظارا لانتهاء عقودهم، إضافة إلى قرارات فصل جماعية تتناقض مع رغبة ومؤشرات الاستمرار للقناة، ومن ذلك فصل مجموعة من الموظفين كان آخرهم المجموعة التي تمثل جميع موظفي القناة الذين تم التعاقد معهم منذ بداية عام 2009. أموال مهدرة الرواتب وسُلّمها وعدالتها، على ما يبدو أحد المواضيع التي عصفت ببنية القناة وأوجدت مشكلات مستديمة بها؛ فقد وصف مسؤولان سابقان بالقناة وموظفون سابقون نظام التعيينات والمقابل المادي لها بأنه خاضع للمزاجية ولم تكن هناك أسس عادلة توائم بين المقابل المادي والكفاءة الفنية، مستشهدين على ذلك بتعيين مساعدة للرئيس التنفيذي لا علاقة لها بالمهنة أصلا، إضافة إلى تعيين زائرين بعقود تراوح بين 50 ألف ريال و70 ألف ريال. تصرفات غريبة إجراءات الفصل وصفت بأنها مزاجية وتعسفية، كما وصف بعض تلك التصرفات بأنها غريبة في العرف الإداري، ومن ذلك ما رواه أحد الموظفين المفصولين حديثا عن حادثة تفكيك مكتب مدير البرامج السابق (تحتفظ “شمس” باسميهما)، حيث حضر “مدير البرامج” للعمل ليجد مكتبه الفخم فكك وأودع مستودعا صغيرا، في إشارة إلى الاستغناء عنه، وكل ذلك كما يقول الموظف بسبب اختلاف في وجهات النظر في اليوم السابق بين مدير البرامج والمسؤول التنفيذي. مصادر من داخل القناة صدر قرار الرئيس التنفيذي عبدالعزيز يماني بإيقاف القناة، مع بقاء شائعة الانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وسيُنظر في اجتماع السبت في تسويات يتم بموجبها منح رواتب ثلاثة أشهر لمن تبقت سنة في عقودهم، أما من لديهم عقود لمدة ثلاث سنوات، وعددهم في حدود عشرة، فقد يتم نقلهم إلى مواقع وظيفية أخرى في مجموعة art، أو بدء الشؤون القانونية في مفاوضات تسوية معهم، وعلمت “شمس” من مصادرها داخل القناة أن المبالغ التي صرفها وصلت إلى 40 مليونا.