ساقت الأقدار الليث والعميد إلى مواجهة قارية ثأرية قبل أن يمر أسبوع واحد على رباعية الشباب، التي دكت المرمى المقلم في نهائي كأس الملك للأبطال، وإذا كان الاتحاد قد راضى جماهيره مساء أمس الأول بسباعية حارقة مزقت شباك أم صلال القطري، فإن فرصته تبدو سانحة لتحقيق مصالحة حقيقية مع مدرج النمور؛ لمداواة جراح النهائي وتسديد الفواتير قبل إغلاق ملفات الموسم. الشباب خسر عصر أمس من بيروزي ليتجه مباشرة نحو الثأر الاتحادي في جدة، وأرجو ألا تقودنا نتيجة الهلال البارحة إلى مواجهة أخرى غير مرغوبة يتجه بعدها الأزرق نحو الدمام؛ لمصادمة الاتفاق. الأندية السعودية قدمت مستويات ونتائج جيدة جدا في مجموعاتها، وها هي تواصل منح المسابقة الكبيرة سخونة أكثر، وإمتاعا بلا حدود من خلال حضورها القوي، ومن خلال خلفية التنافس المحلي الجماهيري الساخن.. ولهذا فالاتحاد والهلال مرشحان للذهاب إلى حدود أبعد ومواصلة الركض للأدوار التالية. كل التمنيات لأندية الوطن بمشوار موفق يتوج جهودها المميزة. وضوح مطلوب أحسن اتحاد كرة القدم وهو يعلن مواعيد بداية الموسم المقبل بكل مسابقاته، لكن تلك الروزنامة ما زالت ناقصة والصورة غير مكتملة ناحية طريقة كأس الأمير فيصل وتنظيمها.. المنتظر الآن أن تتفاعل هيئة دوري المحترفين وتمارس دورها الحقيقي بعد أن غابت عن المشهد طوال الموسم المنتهي، ولا ننسى لجنة المسابقات التي يتطلع الجميع إلى أن تكون جاهزة لإعلان جدول الدوري فور تبيّن الفرق المتأهلة لدور الثمانية وتأهل المنتخب بإذن الله إلى كأس العالم. وأرجو ألا نجد أنفسنا في موسم استثنائي من جديد لنشابه الوضع العربي، الذي منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع أنه في منعطف خطر! كآبة الكتابة..! الكتابة (سواء كانت في الرياضية أو غيرها) موهبة مدهشة حينما تأتي من قلم مبدع، أعني الكتابة الحقيقية التي تستحق القراءة.. أما ما نطالعه في معظم المطبوعات فإنه شيء آخر، لا يتجاوز رص الكلمات بطريقة تدعو إلى الكآبة. أمس قرأت لأحدهم (أعتقد أنه يعمل مديرا لمدرسة) مقالة مليئة بالمغالطات والظنون والأوهام التي ساقها وكأنها حقائق، وصاغها بأسلوب يثير الشفقة والغيظ معا، حتى ختم سطوره بجملة أبكت سيبويه في قبره، حيث كتب (الشباب مبدع لكنه لم يزل ليس أفضل فريق آسيوي)!! لا حظوا: “لم يزل ليس أفضل”!! كائب (من الكآبة) آخر.. في مطبوعة ثانية يقول بالنص: (أما الأهلي والهلال وغيرهما من الفرق قد تحتاج إلى إحضار مدرب بارز يقود الفريق إلى بر الأمان، وهذا ما هو حاصل، لكنما سيمفونية الهلال والاتحاد أكثر فرقنا إحضارا للمدربين حتى في الموسم الواحد والله المستعان)!.. بربكم هل فهمتم شيء؟! لا أحد يستحق الرحمة مثل قارئ ابتلي بمثل هذه النوعية من الأقلام!