الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي أحد أركانه وأهمها بعد الشهادتين والصلاة، وقد دل على وجوبها كتاب الله تعالى وسنة رسوله وإجماع المسلمين، إذ قال الله تعالى: “وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يُطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه يقول أنا مالُك أنا كنزك). وللزكاة فوائد دينية وخلقية واجتماعية كثيرة، نذكر منها أنها قيام بركن من أركان الإسلام الذي عليه مدار سعادة العبد في دنياه وأخراه، وأنها تقرب العبد إلى ربه وتزيد في إيمانه، شأنها في ذلك شأن جميع الطاعات؛ ما يترتب على أدائها من الأجر العظيم؛ إذ قال الله تعالى: “يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَات”. وكذلك يمحو بها الله الخطايا، كما فيها دفع لحاجة الفقراء الذين هم السواد الأعظم في غالب البلاد، وفيها تقوية للمسلمين ورفع من شأنهم، كما أنها تزيل الأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين، إضافة إلى أنها تنمي الأموال وتزيد بركتها، وبناء على ذلك فإن الزكاة أمر ضروري لإصلاح الفرد والمجتمع.