اغتنم زوجان برازيليان، يقيمان في جدة، خلفيتهما الثقافية لاستثمارها تجاريا عبر افتتاح مطعم متخصص بالأكلات البرازيلية في جدة. وبدأت القصة (بحسب ما يروي الزوجان هاني وفيفيان) من يوم صيفي حار، خرج فيه هاني من عمله في مصرف محلي؛ ليجد أن زوجته فيفان قد أعدت له طبقا من الحلوى البرازيلية، واستبدلت أحد مكوناته بالتمر؛ فصار لذيذا وشهيا، لدرجة أنه أعاد خطط الأسرة الصغيرة، وبدلّها وفتح لهم آفاقا جديدة؛ فقد فكرا في كيفية استثمار هذه القدرة المتوافرة لديهما من أجل تقديم شيء جديد لمدينة جدة التي يقيمان فيها ويحصلان من خلاله على المال والحياة التي يسعيان إليها. يحدثنا هاني عن الخطوات التي تلت طبق حلوى التمر، فيقول: “استقلت من عملي المصرفي بعد أن أجرينا دراسة جدوى للمشروع أوضحت مدى إمكانية نجاحه، كذلك استفدنا من أحد صناديق خدمة المجتمع، وتمكنا من البدء بالمشروع بإنشاء مطعمنا الذي أطلقنا عليه اسم (هان فيف)، وقد دعمت مكونات المطبخ البرازيلي فكرتنا من حيث تقاربها مع المطبخ العربي المحلي، واشتراكهما في صفة (الغذاء الدسم) فبدأ العمل لإنشاء المطعم بالتدريج”. اتصالات برازيلية للوصفات وقالت فيفيان دي سيلفا إنها منذ اتخذت هذا القرار مع زوجها استعدت للتفرغ التام للمطعم، فبادرت إلى تقديم استقالتها هي الأخرى من جمعية لتحفيظ القرآن، ومن ثم فتحت خطا ساخنا مع أقاربها في البرازيل للحصول على الوصفات الدقيقة لأشهر المأكولات البرازيلية، وأشارت إلى أن نشاطهما في البدء كان مقتصرا على تقديم الحلوى فقط؛ كونها أكثر جاذبية ومقبولة من جميع الأذواق، ثم شيئا فشيئا تطور المطعم الصغير وتوسعت قائمة أطعمته، ودشن صاحباه موقعا دعائيا على الإنترنت يستعرض المأكولات البرازيلية ومكوناتها وأثمانها وما إلى ذلك؛ حتى تمكنا أخيرا من توسيع دائرة الزبائن وبدأ مطعمها في تقديم خدمة كاملة لحفلات يصل مدعووها إلى 30 شخصا. القهوة: المشترك الأشهر وقالت فيفيان إن الكثير من أطباقهما، خاصة الحلوى، يحاولان أن يتميزا بها من خلال تضمينها القهوة البرازيلية (الكاريوكا)؛ كون القهوة أو البن إحدى أشهر المواد المشتركة بين الثقافتين الغذائيتين العربية والبرازيلية. وأضافت: “لم أكن على ثقة بجودة حلوياتنا المبتكرة، إلا بعد أن تذوقها مقيمون برازيليون وشهدوا بلذتها وأعجبوا بها”. وأشارت إلى أنهم في المطعم يقدمون لكل زبون كوبا من القهوة البرازيلية المنعشة؛ ما كان له أثر بالغ في الارتياح للمطعم والتردد عليه. نشاطات رسمية وثقافية وقال الزوجان إن حماسهما ازداد عند استضافة الوفد البرازيلي المشارك في فعاليات معرض الرياض للكتاب في الدورة الماضية (كانت البرازيل ضيف شرف المعرض)، وقالا إنهما تلقيا اتصالا من نبيل زارع مدير العلاقات العامة في نادي جدة الأدبي وسعود الشيخي المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة، وعضو مجلس المنطقة، أثناء انعقاد المعرض، وطلبا منهما الاستعداد لزيارة الوفد البرازيلي لمطعمهما الصغير في جدة. ويقول الزوجان عن المناسبة إنها كانت من أسعد المناسبات التي خدماها، وأظهرت للبرازيليين مدى التقدير الذي تحظى به ثقافتهما في الوسط المحلي. إلى ذلك قال الزوجان إنهما دُعيا للمشاركة في معرض اليوم البرازيلي الذي سيقام الأربعاء المقبل في مجمع رد سي مول، المنظَّم من قبل كلية دار الحكمة بجدة، وأشارا إلى أنهما سيلقيان الضوء في المعرض على تجربتهما كما سيتحدثان أكثر عن المطبخ البرازيلي من واقع الخبرة والمعايشة. الطعام.. يخلق الأوقات السعيدة يؤمن هاني وفيفيان بمثل برازيلي يقول “حب الطعام عاطفة تجلب الأوقات السعيدة”، وهما يحاولان تنفيذ هذا المثل واقعيا من خلال بث البهجة في أروقة المطعم الصغير، والتعامل مع الزبائن بود ولطف، وقالت فيفيان: “أشاد كثيرون من زبائننا بعملي أنا وزوجي معا في المطعم، وعلاقتنا الزوجية أسهمت في نمو مبيعاتنا من خلال التعاقد معنا في حفلات خاصة نطبخ فيها للزبائن أطعمة برازيلية بحسب طلبهم”. وأضافت: “نحن بحاجة إلى مزيد من الموظفين مع توسع أعمال المطعم، وبابنا مفتوح لأي شاب أو فتاة يرغبان في الانخراط بالعمل معنا، كما أننا نحمل توجها نحو توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في الوظائف التي لا تتطلب قدرة طبيعية”.