جرت العادة في الوسط الفني أن يقوم الفنانون الشباب بترديد أغاني الفنانين الكبار، وكثيرا ما سمعنا عددا من أغاني عمالقة الفن تتردد في الإذاعات والمحطات الفضائية بأصوات شابة، وبعضها غير معروف، وبدأ غالبية الفنانين مشوار حياتهم الفنية بهذه الطريقة ففي بدايات الفنان هاني شاكر كان غنى لعبدالحليم حافظ، وغنى محمد عبده في بداياته للراحل طلال مداح ولعبدالله محمد، وأعادت الفنانة أنغام في بداية مشوارها عام (1987) في ألبومها الأول الذي حمل اسم (في الركن البعيد الهادي) أغنية المطربة شادية (بسبوسة) التي لحنها لها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في عام (1955). إلا أنه أخيرا تفشت في الساحة الفنية ظاهرة مختلفة تماما حيث ما نشاهده ونسمعه الآن العكس وكأن عجلة الأغنية عكست سير الاتجاه، حيث قام غالبية النجوم الكبار أخيرا بغناء أعمال هي في الأساس لصغار المطربين أو لفنانين مغمورين، وإذا استعرضنا أمثلة حية وقريبة فسنجد أن ألبوم (سلامات) للفنان راشد الماجد اشتهر بأغنية (هلي لا تحرموني منه) التي لم تكن في الأساس لراشد بل أخذها جاهزة من الفنان فيصل الراشد، وأيضا الفنان عبدالمجيد عبدالله فعل نفس الشيء مع أغنية (تلفت الناس) التي غناها جابر الكاسر، ونزلت في ألبوم (إنسان أكثر)، وبعد شهرة الأغنية بصوت عبدالمجيد عبدالله اعترف الكاسر بأنها ساهمت في ترسيخ ألحانه لدى الجمهور. وأيضا واكبت الموضة الفنانة أحلام وغنت (هذا اللي شايف نفسه) في ألبومها الأخير (هذا أنا) للملحن منصور الواوان وللفنان الشاب نفسه فيصل الراشد. وعند سؤال فيصل الراشد عن شعوره وهو يسمع أغانيه بحناجر الفنانين الكبار فقال: “أنا لا أستطيع أن أرفض أي أغنية يطلبها صديق أو نجم عزيز بل أكون في قمة السعادة؛ لأنها دائما ما تلقى النجاح الكبير” وأضاف الراشد: “لدي مجموعة كبيرة من الأغاني الجاهزة تم اختيارها لعدد من الفنانين المعروفين مثل عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد تمهيدا لضمها إلى ألبوماتهم القادمة، وفي إطار التعاونات لدي مجموعة من الأعمال التي سأقدمها لمجموعة من الفنانين”، وحول إذا ما كان الفنانون الكبار يستأذنون من الملحنين الذين قاموا بالأساس بتلحين الأغنية لفنان ويفاجؤون بسماعها من آخر قال الملحن منصور الواوان: “بالعكس أنا سعدت كثيرا لكون العمل غنته الفنانة أحلام؛ لأنه من النوع الكوميدي الخفيف الذي تبحث عنه أحلام، وعندما طلبت العمل من فيصل الراشد لم نتردد في تقديمه لها بسبب شهرتها والأبعاد الجماهيرية التي ستضيفها للأغنية التي تأخذها”.