جميل أن يُطل الإنسان من نافذة الذكريات على ماضيه، طفولته، زمن البراءة؛ ليسترجع مشاهدَ كفيلة برسم الابتسامة على محياه! هذا الأصل والمألوف، ولكن بالله عليكم ما حال من كانت طفولته سبب شقائه؟! من تجرع فيها ألوان العنف النفسي والجسدي؟! من حرم الاستمتاع بأجمل مراحل حياته؟! أسئلة أطرحها وأنا أرصد ما ورد خلال اليومين الماضيين في بعض الصحف من عنف ضد الأطفال، منها خبر الرجل الذي قتل في الشارع العام في مركز الحرجة أمام ابنيه الصغيرين! البهيمة أمرنا الشرع بألا نذبحها أمام بهيمة أخرى، فكيف بهذين الطفلين وهما يريان أباهما جثة ملطخة بالدم، ترى أي صدمة عاشاها تلك اللحظة، وأي ماضي سيتذكرانه مستقبلا؟! ومثله في الدمام خبر المدرس الخصوصي، معلم الأجيال الذي تناسى رسالته السامية وتحرش بتلميذه الصغير، وكذلك خبر إنقاذ شرطة المدينةالمنورة لطفلة من الذبح على يد من؟! على يد من أوكل بأمرها، والدها، الذي هرب بها من مدينة الرياض لينفذ جريمته. هذا بعض ما كان في الأرشيف الصحفي أيها السادة خلال يومين، فكيف بنا لو نبشنا ما فيه من عنف ضد الأطفال خلال السنوات الماضية، وغيرها من القصص التي ظلت حبيسة البيوت، من زواج القاصرات، وجرائم الاغتصاب، والخطف، والتعذيب؟! من المؤكد أننا سنخرج بالكثير من القصص المأساوية التي يندى لها الجبين. هذه المشاهد المؤسفة تحتاج إلى وقفة صارمة من الجميع ضد مرتكبي العنف والإبلاغ عنهم، وتحتاج إلى تكريس لمفهوم حقوق الطفل في جميع المنابر الدينية، والتربوية، والإعلامية، تلك الحقوق التي تجهلها الكثير من الأسر فضلا عمن يقع عليهم العنف من الأطفال.