ليس أصعب في هذه الحياة من أن تكون مبتلى بزميل عمل يتكفل بكل أنواع الإزعاج التي لا تخطر على بال في بعض الأحيان، والحق يقال فقد وجدت في نفسي جلادة وصبرا على تحمل كل خلق الله الثقلاء من أمثال هذا الإنسان الذي لم يمضِ على مزاملتي له أكثر من شهر، إلا أنه شهر بعدد السنين التي قضيتها موظفا في أماكن أخرى، مشكلته أنه وبرغم تلميحي وتصريحي له في بعض الأوقات التي يبلغ فيها إزعاجه لي كما يبلغ السيل الزبى، إلا أنه يقابلني بضحكة تتغير فيها ملامح وجهه، وكأنني لم أطرح عليه إلا نكتة أو خبرا سارا ما يجعلني أزداد غيظا. مشكلتي أيها السادة ليست بتلك السهولة التي تتوقعونها.. فمن يده في النار غير ذاك الذي يده في الماء، رددوا معي: (اللهم اكفنا مزاملة الثقلاء).