رغم تراجع سعر برميل البترول أكثر من 65 في المئة منذ قمة يوليو الماضي من 147 دولارا إلى المستويات الحالية في حدود 50 دولارا، ما زالت زيوت السيارات في السعودية تراوح مكانها باستثناء تخفيضات طفيفة لا تتناسب ونسبة هبوط الزيت الخام المكون الأساسي في إنتاجها. وتبرر شركات تصنيع وتوزيع الزيوت عدم تراجع أسعار منتجاتها بنفس الوتيرة التي جارت بها ارتفاع الخام في الفترة السابقة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، بوجود مخزونات كبيرة لدى التجار والموزعين، إضافة إلى استمرار ارتفاع تكلفة بعض مدخلات الإنتاج الأخرى غير النفط الخام. في هذه الأثناء طالب اقتصاديون بتدخل الجهات المختصة لبحث أسباب تمسك التجار بالأسعار العالية، واستمرارها حتى الآن مرتفعة على المستهلك النهائي ونقاط التوزيع رغم مرور نحو ستة أشهر على بداية الانخفاض الحاد الذي طال الأسواق العالمية. كما حثوا الجهات الرقابية والإعلامية على تسليط الضوء على هذه المنتجات أسوة ببقية السلع الاستهلاكية الأخرى مثل الأرز والسكر وغيرهما، خاصة أن زيت السيارات يعتبر من السلع الأساسية في دولة مثل السعودية؛ إذ لا يخلو بيت من وجود سيارة أو أكثر. إلى ذلك قال مسؤول بإحدى شركات زيوت التشحيم إن انخفاض أسعار النفط الخام لا ينعكس بشكل مباشر على منتجات زيوت المركبات خلال فترة زمنية قصيرة، مبينا في الوقت ذاته أن متوسط الانخفاض التدريجي للزيوت خلال الأشهر الماضية وصل إلى 30 في المئة، ولافتا إلى أن أسعار المنتجات ستستمر بالانخفاض التدريجي طالما أن أسعار الخام باقية عند مستوياتها الحالية. وأوضح أن لدى المصنعين والموزعين مخزونات تم شراؤها بأسعار عالية وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير لتصريفها. ولفت إلى أن مكونات تكلفة المنتج النهائي للزيوت لا تقتصر على الزيت الخام فقط بل تتجاوز ذلك إلى مكونات أخرى مثل المواد الكيماوية والعبوات وتكاليف الشحن والنقل والتفريغ وغيرها، مشيرا إلى أن تكلفة شراء بعض العبوات الفارغة ارتفع خلال الفترة الماضية. في المقابل أكد مصدر مسؤول بشركة أرامكو لتكرير زيوت التشحيم في تصريحات صحافية أن الشركة أجرت سلسلة من التخفيضات على منتجاتها من الزيوت الخام بنسبة وصلت إلى 50 في المئة؛ مجاراة للتراجعات الحادة التي طالت أسواق النفط العالمية منذ أواخر العام الماضي. وأوضح أن الشركة دعت شركات الإنتاج النهائي إلى بحث أسباب استمرار الأسعار مرتفعة على المستهلك ونقاط التوزيع رغم التخفيضات الحادة التي نفذتها مصافي الزيوت في السعودية. ولفت إلى أن الشركات برّرت موقفها بوجود كميات كبيرة من الزيوت المعالجة وإنها بصدد خفض الأسعار. في السياق ذاته أكد عدد من مراكز تغيير الزيوت بقاء أسعار المنتجات النهائية عند مستوياتها السابقة عدا تخفيضات طفيفة ولأنواع محددة. وأشاروا في تصريح إلى “شمس” إلى أن أسعار كافة أنواع الزيوت مطبوعة على العبوات، وأنهم ملتزمون بذات السعر المحدد على العبوة من قبل الشركة المنتجة. وأوضحوا أنهم يتمنون انخفاض الأسعار؛ لأن ذلك سينشط من حركة مبيعاتهم التي تأثرت في الفترة الماضية. ولفتوا إلى أن أغلب زبائنهم لم يعودوا يلتزمون بتغيير زيوت محركات سيارتهم عند المعدلات السابقة التي كانت تتراوح بين ألفين و2500 كيلومتر؛ حيث أصبحوا يغيرونها على أربعة آلاف وخمسة آلاف كيلومتر؛ بسبب ارتفاع أسعار الزيوت.