كثيرة هي المواضيع التي تستحق الطرح والمناقشة؛ فالمتتبع لما تنشره الصحافة يوميا تستفزه كثيرا القضايا الإنسانية التي تتناول جوانب من حياة الناس ذوي الحاجة وقلة الحيلة.. إنها دراما مأساوية يومية تنقل لنا عبر خشبة الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.. أسر تقيم في العراء بلا طعام، بلا كساء، بلا أدنى وأبسط سبل الحياة. لا أصدق أحيانا أن هذا يحدث في بلدي ذي الاقتصاد القوي.. ولكن ما ينشر يوميا مدعما بالصوت والصورة يجعلني في حيرة؛ فمع كثرة الجمعيات والمؤسسات والهيئات الخيرية المنتشرة في كل مكان وما تقوم به من جهود تطوعية تشكر عليها، هل ما تقدمه تلك الجمعيات والمؤسسات والهيئات الخيرية غير كاف؟ أم أن أصحاب رؤوس الأموال الطائلة لا يفون بواجباتهم ولا يحدثون بما أفاء عليهم رب العالمين من نعم، يحدثون بها ويسدون بها رمق جائع ويكسون بها جسد عريان، أو يسترون بها سقف مسكين مهترئ، أو يدفعون بها صيف أسرة لا حول لها ولا قوة بالطرد من سكن بالإيجار؟ بالفعل نحن نعيش دراما مأساوية في ظل تنامي هذا الوضع؛ لأن الشبعان لا يحس بمرارة الجوع والجائع، والذي يعيش في برج عاجي وبرفاهية لا يرى ولا يحس بمن هم تحته. إنني أتساءل: هل فقدت الرحمة وتحجرت القلوب، أم أن مغريات الحياة قد أنست الآخرين في ظل ترفهم وقمة سعادتهم، معاناة المسحوقين وتعاستهم؟ إن ديننا العظيم هو دين الرحمة والشفقة والعطف والإحسان، دين البذل والخير والعطاء، دين المحبة وجبر العثرات، فأين نحن من ذلك؟.. وكيف سيطرح الله البركة في مالنا ورزقنا إذا أحجمنا أو تقاعسنا عن دفع الزكوات والصدقات!! إنها دعوة لكل مقتدر أن يساهم في لملمة جراح إخوته وإخوانه وأخواته المحتاجين.. وما تقدموا من خير تجدوه عند الله إن، الله لا يضيع أجر المحسنين.