انتشرت في الساحة الفنية أخيرا ظاهرة (المنتج البطل)، وأصبح المال يصنع الأبطال، بغض النظر عن الموهبة أو أي اعتبارات فنية أخرى، ف(الكاش) هو الأهم، وتوجهت عدد من الأسماء الفنية الشابة إلى الاستحواذ على أدوار بطولة في أعمالها لتلحق بالأسماء (المخضرمة). عن هذه الظاهرة، وفي زمن الانفتاح الفضائي وكثرة الفضائيات التي أصبحت أحد أسباب هذه الظاهرة، حيث أصبح الفنان يبحث عن قناة فضائية تدعم إنتاج عمله الذي سيتسيد من خلاله الأدوار.. حول ظاهرة (المنتج البطل)، وإذا ما كانت سلبية أو إيجابية طرحت “شمس” تساؤلاتها على عدد من نجوم الدراما الخليجية، وجاءت إجاباتهم متباينة. أحمد سلمان: كثرة المحطات أحد الأسباب في البداية تحدث الممثل والمنتج الكويتي أحمد السلمان عن هذه الظاهرة قائلا: “هي ظاهرة ليست سلبية؛ لأن التمثيل أو دور البطولة ليس بالمهمة الصعبة، إلا على المنتج الذي ليس لديه موهبة التمثيل، وتجسيد الشخصيات أو على الأقل خبرة في مجال التمثيل؛ لذلك ربما يكون عمله الدرامي معرضا للفشل”. وأضاف: “شخصيا حينما توجهت للإنتاج كان ذلك بسبب أن المجال الفني يشجع على خوض تجربة الإنتاج ليس ماديا فقط، بل كثرة المحطات ساهمت في أن نتوجه كفنانين مخضرمين إلى الإنتاج”. وبخصوص تولي المنتجين أنفسهم لأدوار البطولة في الأعمال التي ينتجونها ذكر السلمان أن السبب يعود لاحتكار الفنانين الكبار من قبل شركات إنتاج أخرى؛ لذلك نلجأ للقيام بالدور، وأيضا لثقتي بإمكانياتي الشخصية، كما أنني أقوم بدور التنويع في الأدوار لكي لا تكون الشخصية مستهلكة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الخاسر من توجُّه الفنانين الكبار للإنتاج هو الحركة الفنية. تركي اليوسف: أغلب الممثلين اتجهوا إلى الإنتاج من جهته ذكر الفنان تركي اليوسف أنه سبق أن خاض التجربة الإنتاجية، ويقول إن الظاهرة ليست وليدة اليوم؛ فقد سبق لفنانين أن اتجهوا للإنتاج وأدوا أدوار بطولة وحققت أعمالهم نجاحا كبيرا، ومن هؤلاء على المستوى العربي عادل إمام، أحمد زكي، ونجلاء فتحي، وخليجيا عبدالحسن عبدالرضا. وقال اليوسف: “أعتقد أن سبب توجه الممثلين إلى الإنتاج وأداء دور البطولة يعود إلى أسباب كثيرة، منها ندرة المنتجين، أو أن هنالك منتجين يريدون أن يحصروا فنانا في شخصية معينة، سواء كانت شخصية فكاهية أو شخصية عنف أو رومانسية، وأنا أنتجت عملي عندما لم أجد منتجا”! وأكد اليوسف أن أغلب الممثلين اتجهوا إلى الإنتاج ليس بحثا عن أدوار البطولة أو هدفهم الربح المادي، بل لأن لديهم أفكار وأعمال لم يجدوا من ينتجها، ويرى أنها ظاهرة إيجابية، وتخدم النشاط الفني، ولا يستطيع المشاهد الحكم على منتج بالفشل إلا بعد مشاهدة العمل. فايز دعيبس: هناك فنانون يحبون الشهرة والظهور! وفي رؤية إخراجية يؤكد المخرج الأردني فايز دعيبس أن هذه الظاهرة ليست إيجابية أو سلبية مع تحفظه على (المنتجين الممثلين) الذين يؤدون أدوار بطولة إلا في حالة استثنائية واحدة: أن يكون المنتج فنانا قديرا، وله باع طويل في التمثيل والعمل الدرامي. مشيرا إلى أن توجُّه بعض الممثلين إلى إنتاج أعمالهم وأداء شخصية البطولة في العمل، يكون بسبب حبهم للشهرة والظهور، ونيل مساحة من الإعجاب، وأيضا قد يكون بسبب رغبتهم في تجسيد شخصيات قوية في أعمالهم لم تتح لهم الفرصة لتقديمها في عمل آخر، موضحا أن الفضائيات هي ما فتح المجال لبعض هؤلاء للظهور. الظاهرة قديمة منذ زمن وعدد من الفنانين الكبار ينتجون أعمالهم، ولكن كان هذا الإنتاج على نطاق ضيق جدا، والأعمال كانت تقدم تراجيديا وتحمل قيمة مثل مسلسلات الفنان محمد حمزة، وسعد خضر سعدون، وبعدهما أتى جيل السدحان والقصبي، وليست الظاهرة محصورة في فئة دون أخرى؛ فلدينا عدد من الفنانات المنتجات مثل حياة الفهد، سعاد عبدالله، مريم الغامدي. الإنتاج أغرى الشباب سوق الدراما الخليجية الكبيرة على المحطات الفضائية أغرت كثيرا من الفنانين الشباب لخوض غمار التجربة الإنتاجية، والاستحواذ على أدوار بطولة، وهم بلا شك يمتلكون المواهب الكبيرة، ولكن كعكة الإنتاج الشهية أغرتهم للدخول إلى عالم الإنتاج من أوسع أبوابه مثل الفنان فهد الحيان الذي قدم مسلسل (غشمشم) للمرة الأولى قبل أربع سنوات، ثم انتقل من قناة mbc إلى قناة دبي الفضائية، أيضا على المستوى الخليجي الفنان نايف الراشد الذي قدّم في العام الماضي على قناة mbc مسلسل (شر النفوس)، الذي لاقى أصداء طيبة. الكُتّاب لهم نصيب توجّه الكاتب سعد المدهش وعنبر الدوسري أخيرا للدخول إلى عالم الإنتاج من خلال كتابة عمل ينتجه عبر مؤسسة (المدهش) قريبا.