كتبت قبل أكثر من 15 عاما هذه العبارة عنوانا لمقال لي في جريدة الرياضية قلت فيه: (ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل الهلال)، وها أنا أكرر هذه العبارة بعد مباراة مساء الجمعة الماضي التي جمعت بين "الزعيم والليث" في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم والتي كسبها الشباب مستوى ونتيجة نظير جهد فريق ذي مستوى متصاعد حتى استطاع اكتساح كل منافسيه داخليا وخارجيا بالثلاثة والأربعة والخمسة مع الرأفة، وهذا ما حدث ذلك المساء الذي كان فيه الشباب "شبابا 100 في المئة" وليس اسما فقط "ما شاء الله.. تبارك الله" فقد فاز بنسبة 70 في المئة، مع أن كرة القدم لا تقبل هذه النسب خاصة والمنافس "الهلال" لكنها الواقعية التي تفرض نفسها، ويجب أن تتحدث بالعقل وليس بالعاطفة أو التمني أو حتى التوقع؛ فقد حجز الشباب مقعده حول مائدة كأس الملك خاصة وهو بطل النسخة الأولى ولن يسمح لأحد بخطف هذه الكأس أو حتى ملامستها ما دام يملك هذه الكوكبة المنظمة من النجوم، وهذا المدرب المحنك وهذه الإدارة الواعية والمتابعة والمخلصة للكيان، وفوق كل هذا الداعم الكريم الذي لم يبخل على الليث قط، وقد كان نجوم هذا الكيان يستحقون كل هذه العناية الفائقة جدا جدا، لقد أعجب الجميع بالشباب ومستواه وأداء نجومه الكبار خاصة النجم البارز جدا السعران الذي أتحفنا بعدة أهداف ماركة عالمية سواء ذلك المساء الأبيض المقلم بالأسود أو المباريات الأخرى.. إنه لاعب من طراز رفيع جدا ونستطيع الاطمئنان على أكثر الأندية حضورا آسيويا وهو ينازل فرق آسيا. نعم إذا استمر الشباب على هذا الجمال حتما ولا بد أن حضوره سيكون مشرفا للوطن بجانب بقية الأندية الوطنية المشاركة، نسأل الله لهم التوفيق جميعا. أما الهلال فحاله لا يسر أحدا.. لم لا؟ أليس هو بطل كأس ولي العهد، والمدجج بالنجوم الأجانب والوطنيين الذين صرف عليهم الهلال أكثر من 150 مليون ريال لم تثمر إلا عن بطولة واحدة حتى الآن ولا نعلم عن المستقبل، فلذلك في علم الغيب ولكن.. ليس هذا الزعيم.. وليس هذا مستواه.. وليست هذه قدراته، فالفريق يمر بمطبات صناعية داخلية ليس لرحيل "كوز.. مين" دخل فيها.. ابحثوا عن الداخل أيها الهلاليون "البطانة" ستعرفون أن هناك من يؤثر في الهلال سواء بقصد أو من دون. ثقوا تماما أن السبب في الداخل وليس من الخارج بقليل من الحكمة والتروي والتقصي حتما ستعرفون. وأعتقد أن المؤشرات تؤكد ذلك. فللأسف منذ أن تسلم "الكابتن" سامي الجابر إدارة الكرة وما حدث من تجاوزات ضد رموز الهلال من اللاعبين مثل الدعيع والشلهوب وغيرهم، ناهيك عن اعتزال "فتى الهلال المهذب التمياط" والخلاف الظاهر بين سامي والتايب وتذمر "المرشدي" من دكة الاحتياط وإهمال المدرب الوطني "الحسيني" الذي لو أكمل المهمة حتى نهاية الموسم لكان أفضل من تخبطات مدرب أجنبي في وقت حرج جدا، كل هذه الأسباب وغيرها حتما هناك جهات غيرها. كما أن ليس للاعب النجم القدرة نفسها على الإدارة، فهذه نقرة وتلك نقرة وسلامتكم. خاتمة: لا تسلموا الخيط والمخيط للأصدقاء..