أعدت منظمة اليونيسيف (منظمة الأممالمتحدة للطفولة)، بالتعاون مع جمعية البر بمحافظة جدة، أضخم دراسة عن التسول بجدة. وجاءت الدراسة في خمسة آلاف صفحة باللغتين العربية والإنجليزية. وتم تقديم هذه الدراسة التي جاءت بعنوان (التسول في محافظة جدة.. الواقع والأساليب) كورقة عمل بلجنة التنمية في مجلس منطقة مكةالمكرمة؛ للعمل على تنفيذ التوصيات التي وردت فيها. ولفتت الدراسة الانتباه إلى أهمية التشديد على عمد الأحياء التي يتجمع فيها المتسولون، داعية إلى إعداد قاعدة بيانات بخصوص سكان هذه الأحياء. وطالبت الجهات المعنية بضرورة شن المزيد من الحملات على المتسولين بشكل يومي. وأوصت كذلك الجهات المعنية بعدم تسليم الأطفال المتسولين عند ضبطهم إلى أهاليهم حتى إكمالهم المرحلة الثانوية، على أن يشرف على المركز الذي يتم إيواؤهم فيه مؤسسات محلية، ويصرف عليهم من قبل (اليونيسيف). وخلصت نتائج تحليل استمارات حالات التسول في الدراسة إلى أن أهم أساليب التسول ادعاء الخرس وكتابة ورقة للزبون، والاستناد إلى عكاز، والبكاء وركوب عربة معاق. وكشفت دراسة اجتماعية متخصصة أن الدخل اليومي للمتسولين يتراوح من 30 إلى 70 ريالا، وأحيانا يكون أضعاف ذلك. من جهته قال إحسان طيب )الخبير الاجتماعي صاحب مكتب طيب للدراسات الاجتماعية) أن “ظاهرة التسول تعد مشكلة اجتماعية آخذة في الازدياد”. وأضاف أن “ما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة القديمة الجديدة دخول كثير من الأطفال والنساء هذا المجال، الذي يوشك أن يتحول إلى مهنة تدر على أصحابها الأموال الطائلة”. وأكد أنه “كثيرا ما نسمع عن إلقاء القبض على متسول يمتلك الملايين من جراء التسول والتظاهر أمام الناس والمارة بأنه صاحب عاهة مستديمة، وكثيرا ما يستوقفنا منظر طفل يبكي يستدر عطفنا في تقديم ما يسد به جوعه ورمقه”. ورأى طيب “أهمية إجراء مزيد من الدراسات العلمية المقننة لمثل هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة؛ فهي جديرة بالملاحظة والاهتمام من قبل فئات المجتمع وشرائحه كافة؛ لأنها أقرب إلى حالات النصب والاحتيال منها إلى الفقر والتشرد والبطالة”.