لعبت الفرق الثماني، التي تأهلت إلى بطولة الأبطال على كأس الملك، المباراة الأولى حسب ما أقرته القرعة، وجاءت نتائج المباريات بغض النظر عن أفضلية الأرض، وقيمة الهدف الترجيحية، منطقية إلى حد كبير، بل إن النتائج لم تذهب بعيدا عن أجواء التوقعات، باستثناء نتيجة الشباب مع الوحدة، ونتيجة مباراة النصر مع الهلال.. الوحدة يبدو أنه يعاني فراغا إداريا تاما، بعد رحيل الأستاذ جمال تونسي؛ فمنذ رحيل التونسي وشباك الفريق تسجل أرقاما قياسية في نسبة استقبال الأهداف، ويبدو أن فرسان مكة أضاعوا الطريق نتيجة الضوضاء.. في مباراة ديربي العاصمة خسر الهلال نقطتين، وكسب النصر نقطة، وما بين الخسارة الزرقاء، والكسب الأصفر يمكن قراءة الفروقات الفنية الجلية، التي تميل إلى الهلال من جميع النواحي، ولكن هذه الفروقات اختفت في ذلك المساء، نتيجة اختلاط الأدوار في المعسكر الهلالي، وهذا الاختلاط المربك يبدو أنه امتداد لما حدث في مباراة نهائي دوري المحترفين أمام الاتحاد التي خسرها الأزرق بهدفين لهدف؛ فالجميع شاهد مدرب الهلال الجديد في تلك المباراة وهو يجلس في دكة البدلاء، وكأنه أحد المشجعين المحايدين في طرف المدرج، بعد أن اختطف دوره الفني مدير الكرة سامي الجابر، وقد يفسر ذلك على أنه اجتهاد لتفادي تبعات حداثة المدرب، وعدم إلمامه بمعطيات فريقه الفنية، ولكن هل كان الجابر مؤهلا لهذا الدور الفني، أم أنه استولى على أفضلية عبداللطيف الحسيني الفنية، بذات الأساليب التي يجيدها الجابر إجادة تامة؟.. في الجانب النصراوي لا شيء يمكن الحديث عنه، إلا غياب المستوى الفني للاعبه البرازيلي إلتون، والحضور المبهر للحارس النصراوي خالد راضي، إضافة إلى الحماس الكبير الذي كان عليه لاعبو فارس نجد، والذي قلّص الفوارق الفنية بينهم وبين زملائهم لاعبي الهلال في ذلك المساء، وهذا الحماس المتوقع لن يكون له تأثير كبير في مباراة الأحد القادم، التي ستنهي مشوار النصر في منافسات الموسم؛ فقد تفوق النصر على واقعه، وحقق أقصى ما يمكن تحقيقه، حيث وصل إلى نهائيين، واستقر في المركز الخامس في ترتيب فرق دوري المحترفين.. انتهت مباريات الجولة الأولى، التي يمكن اعتبارها شوطا أول في نزالات التأهل لدور الأربعة، وبقيت مباريات الجولة الثانية، أو كما يسميها الوسط الرياضي مباراة (الشوط الثاني)، وهو شوط لعبة المدربين وحضور النجوم؛ لذا فإن جميع القراءات العقلانية تقول إن الاتحاد والهلال والشباب والأهلي سيمرون إلى دور الأربعة، ويبدو أن العميد هو من سيتوج بتاج الأبطال وألا مجال للمفاجآت؛ فالفوارق واضحة والرؤية أكثر وضوحا لمن يبصر.