منذ استلام دييجو مارادونا لزمام تدريب المنتخب الأرجنتيني، ساد متابعي كرة القدم شكوك حول أحقية وقدرة مارادونا على تدريب منتخب بحجم (التانجو).. ولكن الوقت كان كفيلا بكشف حقائق عقلية مارادونا التدريبية؛ كوننا نعلم جميعا مدى مهارة هذا اللاعب ونعلم أيضا أن عقليته مثل الكرة تماما ينفخها الهواء فقط! نظير ما قام به من تصرفات وأفعال غير أخلاقية خلال مسيرته الكروية كلاعب.. وتبعها بتصرفات وتصريحات تؤكد أن عقلية مارادونا المدرب لم تتغير بتاتا. ف(قلة) الخبرة في مجال التدريب قد يعوضها الدهاء والحنكة البعيدان تماما عنه؛ كونه استبدل بهما الغباء والاستعلاء.. الغباء بإبعاد خافيير زانيتي عن المنتخب وسحب شارة القيادة منه، والاستعلاء بأخذه بمبدأ (تطنيش حتى التطفيش) مع خوان ريكلمي أحد أمهر لاعبي وسط الميدان في العالم وادعائه عدم حاجته للاعب بإمكانياته، واستدعائه للاعبين أقل منه من ناحية المستوى مثل دي ماريا عديم الخبرة. الأمر الآخر الذي يثبت فشل مارادونا (المدرب) طابع الغيرة المتأصل فيه منذ أن كان لاعبا أسطوريا واستمر معه بعد اعتزاله، ولا يزال يتواجد به حتى الآن؛ فعندما سجّل ميسي هدفا مشابها لهدف مارادونا الشهير في مرمى إنجلترا بعد أن تخطى أكثر من خمسة لاعبين ليتبعهم بحارس المرمى، وقيام ميسي بالأمر نفسه في مباراة فريقه برشلونة مع خيتافي، ظهر لنا مارادونا ليقول “هدفي كان الأفضل!” فأي عقلية هذه التي لدى مارادونا، ولماذا لم يجامل ميسي صاحب ال(23 ربيعا) خاصة أنه أمل الأرجنتين التي تعلق عليه أملا كبيرا الوقت الجاري. ورغم أن مارادونا قام بامتداح ميسي الفترة الأخيرة، إلا أنه سيعود يوما ما لانتقاده بأي طريقة كانت؛ لأنها تكررت منه كثيرا؛ فقد قال سابقا: “إن ميسي أمل الأرجنتين”؛ ليعود بعدها ويقول: “ميسي يلعب لنفسه”. وكأنه يبحث عن أية زلة لميسي لينتقده عليها. أمر واحد يتمناه محبو الأسطورة مارادونا.. ألا يشوه تاريخه المرصع بالذهب وصورته الرائعة لدى محبي الأرجنتين، وأن ينسحب سريعا من مهمته كمدرب؛ فبعد سداسية بوليفيا والأجواء المشحونة لدى اللاعبين الأمور تنبئ بمستقبل أسود للأرجنتين على يد مارادونا. * محرر الرياضة العالمية