في الوقت الذي يتأهب فيه كثير من الشباب والفتيات لإكمال دينهم لا يزال هناك من يعمل على تثبيط هممهم بوضع كثير من الذرائع والعراقيل التي تحرم هؤلاء من التبكير في الزواج، والحديث عن الزواج عموما من المواضيع التي يهتم بها الشباب ولهم الحق في ذلك وخاصة في مثل هذا الزمان الذي كثرت فيه أنواع الفتن والمغريات وصار الشاب يخاف فيه على نفسه وسط تلك الأمواج العاتية والأعاصير المدمرة. ومن يقل ان الزواج المبكر يشغل عن التحصيل العلمي وعن الدراسة فقوله مردود والعكس هو الصحيح؛ للمزايا الكثيرة التي تتحقق منه مثل السكون والطمأنينة وراحة الضمير وقرة العين، وكلها من الامور التي تساعد الطالب او الطالبة على التحصيل. “شمس” التقت عددا من الشباب والفتيات الذين أقدموا على الزواج وهم ما زالوا في طور الدراسة ليجمعوا بين التحصيل العلمي وإدارة مملكة الأسرة الصغيرة ليتحدثوا عن تجربتهم الخاصة في هذا الجانب وكيف أنها كانت مثيرة وجديرة، مطالبين نظراءهم وأقرانهم بأن يحذوا حذوهم بعيدا عن تعقيدات الحياة والعراقيل التي يضعها الكثيرون. شقاء ومتعة يقول أحمد سعد الذي يدرس الماجستير حاليا: “تزوجت وأنا في السنة الأولى من دخولي الجامعة”، واصفا خوضه تجربة الحياة الزوجية بالشاقة والممتعة في الوقت ذاته، ويرى احمد ان النجاح الكبير الذي حالفه ما كان له ان يتحقق لولا التوفيق الذي لازمه من الله عز وجل واقتحامه عش الزوجية، واضاف: “كنت ابحث عن الاستقرار النفسي والإحصان في ظل كثرة المغريات التي بدا عليها هذا الزمان خاصة في سن امثالي من الشباب، وكانت أفكار السفر مع زملاء الجامعة إلى الدول المجاورة بحثا عن اللذة المحرمة تغري الشباب، كنت أعيش في دوامة بين ضغوط الشهوة وفرص المتعة المحرمة، عرضت على والدي فكرة الزواج فأيدني وشد على يدي وتكفل بمصاريف الزواج كلها، فتغيرت حياتي بعد ذلك إذ أصبحت رب أسرة أحمل همّ زوجة ثم أولاد بعد ذلك على عاتقي، وكان هذا سببا في أن يتغير مستواي الدراسي إلى الأفضل خاصة بعد مجيء ابني الثاني إذ تضاعفت المسؤولية وأحسست حينها فعلا بأنني أحتاج إلى أن أدفع نفسي إلى الأفضل لأقدم نموذجا قريب المنال وأكون قدوة صالحة لأبنائي، ورغم أن هناك كثيرين يصفون الزواج بالمشروع الكبير أو المسؤولية الكبرى الا انني اكتشفت من خلال التجربة أن الأمر ليس كذلك ويكفي أن الله أوجب على نفسه إعانة الناكح الذي يريد العفاف كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. (تحدّي) اوضحت مرام الغامدي (متزوجة ولها 5 أطفال) أنها وبفضل من الله سبحانه وتعالى استطاعت أن تحصل على أفضل الدرجات الدراسية وبمعدلات متميزة رغم انها تدير أسرتها الصغيرة المكونة من (5 أطفال وزوج وخادمة) بجانب الهم الدراسي، وتقول: “زوجي يساعدني بأخذ الأطفال والذهاب بهم إلى التنزه خارج المنزل في أيام الامتحانات فهو متفهم جدا ولله الحمد كما أنه ومن حين الى آخر وفي وقت انشغاله يوفر لهم وسائل الترفيه المناسبة في المنزل لتشغلهم، وتضيف: “ثلاثة من أولادي في المرحلة الابتدائية وهو ما دفعني انا وزوجي للقيام معا بتبادل الأدوار لإيجاد الوقت الكافي حتى نمكنهم من المذاكرة واسترجاع ما يدرسونه، وعندما أعود من الجامعة أحضر الغداء الذي قد طبخ من المساء - رغم وجود الخادمة - ثم آخذ قسطا من الراحة في فترة الظهيرة وعند الاستيقاظ عصرا أذاكر لأبنائي ثم يذهب زوجي إلى عمله بعد أن نتبادل أطراف الحديث إلى حين ذهابه لأبدأ أنا بعد ذلك بمراجعة واستذكار ما درسته حتى الساعة التاسعة والنصف ثم أدخِل أبنائي إلى غرفِهم للنوم بعد أن يتناولوا عشاءهم وأنتظر زوجي إلى حين عودته وأنا بين كتبي أستذكر هذا وأقرأ ما سأدرسه في الغد وحين عودته أتناول العشاء معه ثم نخلد إلى النوم وعلى هذه الحال، وها هي حياتنا مستمرة في سعادة وراحة ولله الحمد”