ألقت الخسارة التي مني بها المنتخب الإيراني الأول لكرة القدم بظلالها على الشارع الرياضي في إيران، وكان أكبر المتضررين منها المدرب علي دائي الذي صدر قرار الاتحاد الإيراني لكرة القدم برئاسة علي كافشيان بإقالته من منصبه حسب ما تناولته وكالات الأنباء العالمية. وعقد اتحاد الكرة الإيراني اجتماعا طارئا في وقت سابق أمس للوقوف على مستقبل دائي مع الفريق، رغم أنه تم إبلاغ وسائل الإعلام الإيرانية مسبقا بقرار الاستبعاد. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن كافاشيان صرح لوكالة أنباء فارس وقال: "إن اتحاد الكرة الإيراني أعرب عن شكره لدائي على مجهوداته مع الفريق خلال فترة ولايته التي امتدت نحو عام ونصف العام"، مشيرا إلى أن الاتحاد يبحث حاليا عن خليفة له. وأكد كافاشيان أن أحد الاختيارات المطروحة حاليا هو التعاقد مع المدرب الإيراني الأمريكي افشين قطبي، الذي يمتلك مسيرة تدريبية قوية تتضمن العمل مدربا مساعدا للمنتخبين الأمريكي والكوري الجنوبي في كأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006. وكان قطبي، الذي قاد فريق بيرسبوليس طهران للفوز بلقب الدوري المحلي الموسم الماضي، مرشحا قويا لتدريب المنتخب الإيراني في مارس الماضي، ولكن قرار اتحاد الكرة جاء في مصلحة دائي آنذاك. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أمس أن أحد المرشحين لخلافة دائي هو محمد مايلي كهن الذي سبق له تدريب الفريق في الفترة بين عامي 1995 و1997 ويتولى حاليا منصب المدير الفني لفريق سايبا. وقال دائي في السابق إنه سيقود المنتخب الإيراني نحو التأهل لكأس العالم 2010، ولكن الهزيمة المخيبة للآمال التي تعرض لها منتخب بلاده أمس الأول أمام السعودية أدت إلى تضاؤل فرصة إيران في التأهل المباشر إلى المونديال. ومنذ تعيينه في مارس 2008 تعرض دائي لانتقادات لاذعة بسبب تعمده تغيير خطة الفريق باستمرار دون أن يحقق نتائج إيجابية سوى الفوز على كوريا الشمالية 2 / 1. كما تعرض النجم الإيراني ومهاجم بايرن ميونخ وهرتا برلين الألمانيين سابقا لانتقادات جديدة بعد إصراره على إيقاف الدوري المحلي من أجل إقامة مباريات ودية وخوض معسكرات خارجية. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية فتحت النار في جميع الاتجاهات، وشنت هجوما حادا على الجميع، حيث طالت دائرة الاتهامات في أسباب الخسارة كلا من رئيس الاتحاد الإيراني والمدرب علي دائي، الذي ناله نصيب الأسد من الانتقادات اللاذعة. وقد تطرق موقع BBC الناطق بالفارسية إلى الخسارة في خبر موسع، أبرز ما جاء فيه: "أمام جمهور كبير يتقدمهم الرئيس أحمدي نجاد، وبعد مباراة جميلة من المنتخب السعودي، منتخبنا الوطني يخسر أمام المنتخب السعودي ويصعّب طريق التأهل إلى كأس العالم". ووصفت صحيفة فردا الإيرانية يوم الخسارة باليوم المظلم، وطالبت علي دائي بالرحيل من منصبه وتقديم استقالته، وجاء في الخبر: "بعد يوم مظلم، منتخبنا يقدم أداء ضعيفا وسيئا وأمام 100 ألف متفرج، ويخسر أمام المنتخب السعودي، والآن يجب على مدرب المنتخب علي دائي الاستقالة من منصبه". ولم تتوقف (فردا) الإيرانية عند هذا الحد، بل حمل الجمهور الإيراني المدرب علي دائي أسباب هزيمة منتخبهم، حيث ذكروا، أن دائي لا يحمل خبرة تدريبية ليدرب المنتخب، وإنه اعتمد على سمعته كلاعب وأنه دمر المنتخب بطريقة اللعب وتجاربه وغروره وعدم احترامه للخصم. وطالب الجمهور الإيراني بإقالة رئيس اتحاد كرة القدم علي كافاشيان من منصبه بعد النتائج السيئة للمنتخب وصعوبة التأهل إلى كأس العالم. وجاء في (برس تي في) تصريح على لسان المدرب المقال جاء في مضمونه: "علي دائي وبعد مباراة السعودية وبكل ثقة: لن أقدم استقالتي ولم أخسر شيئا، بل إيران ستخسرني"، وجاء في التفاصيل: "علي دائي كان واثقا لدرجة الغرور بفوز منتخب بلاده على السعودية وأن المنتخب السعودي سيعود إلى بلاده خالي اليدين"، وعن سؤاله عن لاعب آسيا الأول عام 2004 علي كريمي قال دائي: إنه "لا يحتاج إليه وإنه لاعب لم يتدرب مع ناديه منذ 25 يوما، مع أن علي كريمي شوهد وهو يتدرب مع ناديه ولعب قبل أسابيع عدة مع ناديه ضد الشباب السعودي في دوري المحترفين الآسيوي"، وعند سؤاله لماذا لم ينبه لاعبيه عن الأخطاء قال: "اللاعبون يجب أن يتعلموا الأخطاء من عمر 12 سنة، وهو لا يستطيع أن ينزل إلى أرض الملعب ويعلمهم واحدا واحدا أخطاءهم".