هنالك الكثير من الأعمال التطوعية التي يمكن تفعيل المجتمع بكل فئاته للتفاعل معها والمساهمة في تنفيذها، وذلك من خلال قيام المؤسسات التعليمية والحكومية والمدنية بتبنيها، بداية بالتثقيف وغرس الشعور بالواجب الوطني في نفس كل فرد من منسوبيها بتحفيزهم، ليس بالضرورة ماديا، بل معنويا؛ ليتعلموا معنى العمل التطوعي، فيكبروا ويكبر معهم هذا الحس. - جانب من جوانب العمل التطوعي الذي تتناوله وسائل الإعلام منذ سنوات ولا يزال في مناطق متعددة من المملكة، هو حملة نظافة المرافق البرية والبحرية من متنزهات وشواطئ، حيث تساهم قطاعات مختلفة في تبني مثل هذه الأعمال التطوعية من خلال طلبة المدارس أو موظفي الهيئات والمؤسسات الحكومية وفي فترات خلال العام. - يحظى هذا المشروع الوطني بحماس من المشاركين فيه، حيث يقومون بتنظيف تلك المواقع من النفايات والمخلفات التي يتسبب في إيجادها من لا يملكون حسا وطنيا، أو من لا ينتمون أساسا إلى هذا الوطن ليكون لديهم ذلك الإحساس. - هذا نوع واحد من أنواع العمل التطوعي، وهنالك الكثير من الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع، لو طُرقت لوجدت القبول من كل محب لهذا الوطن. - إذن نحن في حاجة إلى زرع هذه المفاهيم في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظافرهم، ولتكن من المراحل الدراسية الأولية، ومن خلال مادة التربية الوطنية في المقررات الدراسية، إضافة إلى مواد أخرى تتعلق بالسلامة العامة الصحية والأمنية. - نريد أن يتعلم الجميع أنه كما أن لهم حقوقا فعليهم أيضا واجبات، وأننا الآن في عصر لم يعد للفوقية والنعرة القبلية مكان فيه، الكل اليوم متساوون في كل شيء.. إلا بالتقوى، وعليه فهم مطالبون بالمساهمة معا في جعل مناطقهم بمحافظاتها وقراها مرآة حقيقية لما وصلنا إليه من تطور فكري ورقي حضاري. - لا تنتظر عامل النظافة الذي لن يأتي لنظافة ما يعلق أمام باب منزلك، قيامك بذلك بنفسك لن يُنقص من قدرك.. اسأل مجربا.. فلنكن جميعا متطوعين للعمل الجماعي ولو بشكل فردي.