وقََََعت إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2009، في خطأ تقني فادح ساهم في تسرب الكثير من البيانات الشخصية لمندوبي دور النشر ال650 المشاركة في المعرض، التي تم إرسالها قبل شهرين من انطلاقة دورته الجديدة من صور لجوازات العاملين التي ملأت أرجاء الموقع على شكل صور أو ملفات (برنامج word)، لتكون متاحة للاطلاع من قبل جميع زوار الموقع؛ وهو الأمر الذي يتعارض مع أنظمة هيئة الاتصالات السعودية وتقنية المعلومات، وتحديدا في اللائحة التنفيذية للتعاملات الالكترونية التي تنص على ضرورة الحد من حالات إساءة الاستخدام وتسهيل فرص الاحتيال في التعاملات والتوقيعات الالكترونية كالتزوير والاختلاس. إلى جانب تعارضها مع المادة الخامسة في لائحة شروط حفظ السجلات والبيانات الالكترونية التي تنص في الفقرة الثالثة من المادة (5/1) على “اتباع قواعد ومعايير واضحة وموثقة لضمان سلامة السجلات الالكترونية المحفوظة من الاطلاع عليها والتعديل غير المصرح به، بالإضافة إلى مخالفة نظام عرض السجل الالكتروني في الفقرة الثانية من المادة السادسة “تلتزم الجهات التي تقوم بحفظ السجلات والبيانات الالكترونية بتحديد صلاحيات الاطلاع والتعامل مع السجلات والبيانات الالكترونية لمنسوبيها بناء على حاجة العمل، كما تتعهد بإلزام جميع تابعيها بالمعايير المتعلقة بحماية الخصوصية، ولا يجوز الاطلاع على المعلومات والبيانات الخاصة بالمتعاملين إلا من قبل الموظفين المعنيين بتقديم الخدمات وذلك عند الحاجة فقط”. وكانت الجهة المعنية بمتابعة الموقع الالكتروني لمعرض الكتاب الدولي المقام بالرياض، قد اتاحت في خانة (البحث المتقدم) من خلال اختيار خيار (مستندات word)، الاطلاع على العديد من صور لجوازات مندوبي الدور خاصة المصرية واليمنية والسورية، وتجاوزت نتائج البحث عن كلمة (جواز) أكثر من 1500 نتيجة في مدة لا تتجاوز خمس ثوان، وهو ما يعني أن جميع بيانات المندوبين في المعرض معروضة على الموقع. ** وأمام ذلك أظهر الدكتور عبدالعزيز العقيل مدير المعرض، تفاجؤه بسماع هذه المعلومة التي قدمها له محررشمس” أمس خلال تواجده في مكتبه بالجناح في إدارة المعرض، واكتفى بتقديم الشكر لشمس”، رافضا الإدلاء بأي تصريح حول هذا الشأن، وقال للموظفين الجالسين بجانبه: “من المفترض أن صور جوازات المندوبين لا تتاح للجميع”، وتابع: “ربما هناك خلل أدى لحدوث هذا الشيء”، قبل أن يوجه حديثه لشمس” : “ ناقِشوا مواضيع تهم الناس.!”. أما محمد عابس رئيس اللجنة الإعلامية فقد تفاعل مع الخبر إلا أنه شدد على أن المخول بالحديث عن هذا الأمر هو مسؤولو اللجنة الامنية الذين بحثت عنهم “شمس” بين أرجاء المعرض إلا أن جميع المحاولات لم تفلح في الوصول لأي شخص يحمل في بطاقته اسم “لجنة أمنية”. في الوقت الذي فتح بعض مندوبي دور النشر النار على القائمين على المعرض بإتاحة عرض معلوماتهم وبياناتهم الشخصية للجميع، مؤكدين أن وسائل التقنية تطورت ومن الممكن أن تقع صور الجوازات بأيدي العابثين وتكون متاحة للتزوير. وقال مصطفى عامر من دار الوفاء المصرية: “حقيقة تفاجأت بسماع هذا الخبر منكم ويجب على إدارة المعرض ان تتحرك سريعا لحل هذه المشكلة التي ربما تكون لها تداعيات نحن في غنى عنها”. في حين يرى علي زين العابدين من دار الفكر العربي اللبناني أن ذلك يعد تجاوزا صريحا للأنظمة، وقال: “ ربما المسؤولون وقعوا في هذا الخطأ على اعتبار أن التراسل جاء عبر البريد الالكتروني وهذا يحدث للمرة الأولى في معارض الكتب العربية”، وتابع: “هناك خرق واضح في النظام الالكتروني على اعتبار أن مثل هذه البيانات يجب ألا تكون متاحة للجميع وربما تؤدي إلى إساءة استخدامها من قبل العابثين”. وطالب عدد آخر من الناشرين بضرورة خروج إدارة المعرض والاعتذار عن هذا الخطأ الفادح الذي يعتبر إساءة لاستخدام النشر الالكتروني على اعتبار أن المواد المنشورة هي صور لجوازات العاملين والمندوبين التي لا تهم القارئ والزائر بأي شيء على حد ما ذكروه. ** من جهته، هاجم ناشر عربي كبير - تحتفظ “شمس” باسمه - إدارة المعرض والجهات التنظيمية خاصة فيما يتعلق بموقع المعرض على شبكة الانترنت الذي لا يوفر للناشرين أي خدمة عدا التراسل الالكتروني قبل المعرض بأشهر، وقال: “من المفترض أن يستهدف الموقع جميع الشرائح والجهات بما فيها الناشرون خاصة في إتاحة الفرص لنشر قوائم كتب الدور على الموقع لكي يسهل ذلك على الباحث والقارئ للوصول لكتابه بسرعة”، واعتبر الناشر أن ما حدث من نشر صور الجوازات على الانترنت هو سقطة جديدة للموقع الذي وصفه ب(النائم) و(الميت). ** يذكر أن محرر “شمس” أمس اكتشف هذا الخطأ التقني عندما دخل موقع المعرض على شبكة الانترنت للبحث عن كتاب الرحلات الشهير (جواز سفر)، قبل أن يتفاجأ بصور جوازات المندوبين تملأ خانة البحث، وهو الامر الذي يعني أن القارئ والمتابع لموقع معرض الكتاب يمكنهما الاطلاع على هذه البيانات بكل سهولة، ولم يوفر الموقع لزواره سوى أربع قوائم لإصدارات كل من: دار الإيمان (مصر)، ومكتبة الصحابة (الإمارات)، ودار النور (مصر)، والشركة العالمية (بريطانيا) فقط.