على ذكرى إصابة النجم سعد الحارثي يلتقي مساء بعد غدٍ السبت النصر والشباب في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، وقد اخترت الإصابة المؤلمة لأنها أبرز ما تمخض عنه ذاك اللقاء ... فالكثيرون ربما لا يتذكرون نتيجته لكنهم لا يزالون يعايشون الفراغ الذي تركه الذابح في مقدمة النادي والمنتخب. إصابة (راؤول العرب) جاءت على قدم وليست يد اللاعب حسن معاذ، وهو لاعب صغير في السن وعلى قدر عال من المهارة لولا الرعونة والاندفاع اللذان يشوهان مظهره الفني، وإذا كنت سأتحدث عن الشباب أولا فلابد من الإشارة لقوته كفريق بطل يضم مجموعة من أفضل اللاعبين على مستوى المملكة وفي كافة الخطوط، ابتداء من الحراسة القوية إلى الهجوم المرعب مرورا بدفاع يمتلك ظهيرين مميزين ووسطا يعد بركان متعة خالصة.! غير أن ما يخدش هذا الحضور الكروي الطاغي هو ما تلاحظه الجماهير من شد نفسي بات علامة فارقة في أكثر مباريات الشباب لدرجة تكرار تشابك لاعبيه مع بعضهم وطغيان العنف على أداء مدافعيه؛ الأمر الذي جعل البطاقات الحمراء تلاحقهم بصورة مزعجة، ولعل من المفارقات العجيبة أن يحدث هذا في فريق بعيد عن عوامل الضغط الجماهيري والإعلامي، ويعيش استقرارا إداريا وفنيا منذ فترة طويلة نسبيا..! على الطرف الآخر، يأتي النصر الذي يتفق الجميع على أنه تطور كثيرا لكن ليس إلى درجة المنافسة القوية، وهذا طبيعي جدا، حيث لا يمكنك صناعة فريق منافس خلال عام أو عامين، ومسيرة التغيير في النصر انطلقت منذ العام الماضي وتقدمت هذا العام بشكل أجمل، وينتظر المتابعون أن تتكامل وتتبلور بشكل نهائي خلال الموسم القادم. هذا لايعني أن النصر لا يستطيع المحافظة على لقبه، لكنها إشارة لابد منها عند تشخيص واقع الفريقين، فالإصابات المتعددة وحداثة عهد باوزا بالفريق كلها مؤثرات ترجح كفة الفريق الشبابي، وإن كان النصر قادر على الكسب، فالشباب في النهاية لن يكون أصعب من الاتحاد في جدة !! الأهم أن يظهر اللقاء بمستوى يليق بالمسابقة التي تحمل اسما غاليا وأن يساهم بتقديم صورة نقية للتنافس الرياضي المحلي الذي لم يعد يحتمل المزيد من الإشكالات والمواجع !! نقاط تماما كما حدث للقادسية في المنطقة الشرقية، تكرر الأمر مع الوحدة في المنطقة الغربية. مقاومة الفشل حتى آخر نقطة خسارة، مع تطبيل الراقصين على الجراح من المعارضين الذين يهمهم تحطيم هذا الرئيس حتى لو تحطم معه الكيان ! قاوم الياقوت حتى وهو يرى فشل إدارته أمام عينيه، وقاوم التونسي حتى اللحظة الأخيرة والضحية القادسية والوحدة. حينما يفلس الكاتب يذهب لإنكار الحقائق واستفزاز الآخرين. مرة ينكر أن الأهلي من الأربعة الكبار ومرة ينكر وصول النصر لكأس العالم للأندية، بينما لا يكشف سوى عن جهله ولجاجته !