رفع ثلاثة موظفين في أمانة مكةالمكرمة دعوى لدى ديوان المظالم، ضد مدير في أحد أقسام الأمانة سبق أن اتهمهم بأنهم هددوه بالقتل وأنهم حاولوا إحراق سيارته، وثبتت فيما بعد براءتهم من هذه التهم. وقال الموظفون في دعواهم إن المدعى عليه اشتكاهم في 26 رمضان الماضي وادعى أن الموظفين الثلاثة هددوه بالقتل وبإضرام النيران في سيارته وأنهم أرسلوا له رسائل تهديدية أخرى، فقبضت عليهم الشرطة فيما كانوا يؤدون عملهم الرسمي في الرقابة على إحدى الأسواق بمكة واقتيدوا لقسم الشرطة وتم توقيفهم لمدة تسعة أيام، وجرى التحقيق معهم بشكل مكثف ومشدد، كما أخذت بصماتهم وعينات بيولوجية منهم لمضاهاتها بعينات "لعاب" كُشفت في إحدى رسائل التهديد، وظهر بعد ذلك كله أن الموظفين بريئون مما يتهمهم به المدير، وأنهم على غير علاقة برسائل التهديد التي تلقاها المدّعي. ولم يحصل الموظفون الذين اتهموا على أي مقابل تعويضا عن اتهامهم وتوقيفهم ولم يتلقوا سوى اعتذارات شفوية سريعة من مقدم الدعوى، وقالوا إن هذه الاعتذارات لا تعني لهم شيئا بعد الظلم الذي تعرضوا له بسبب اتهامات ثبت بطلانها، وقالوا إن واحدا منهم نُقل من سجن الشرطة بعد إطلاق سراحهم إلى مستشفى الصحة النفسية، بعد إصابته بحالة نفسية نتجت من وفاة زوجته وطفله أثناء توقيفه والتحقيق معه. وأشارت مصادر من أمانة مكة إلى أن المدير الذي رفع الدعوى ضد الموظفين نُقل من مقر عمله في البلدية الفرعية إلى مقر الأمانة العامة، بسبب الموقف الذي خلقه لنفسه بين الموظفين بعد اتهاماته الخاطئة. ومن جهته، قال المهندس عبدالسلام مشاط وكيل أمانة مكةالمكرمة إن هذه الدعوى ليست سوى "زوبعة في فنجان" على حد وصفه. ثم قال إنه لا توجد "أي دعوى مرفوعة ضد الأمانة لدى ديوان المظالم"، وأضاف: "(الدعوى) ليست سوى إشاعة ممن لا يملكون سوى ترويج الإشاعات".