عندما دخل مانع سالم الفهيقي (65 عاما) إلى مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بسكاكا، كان هدفه إجراء عملية بسيطة لشفط مياه من عينه اليمنى، وتوقع أن تتوقف آلام عينه عند خروجه ويتحسن نظرها، وإن كانت سليمة من قبل من ناحية النظر. لكنه عندما خرج اكتشف أن عينه فقدت جزءا كبيرا من بصرها إلى حد أنه أصبح يعتمد في رؤيته على عينه اليسرى التي لا يرى إلا بجزء بسيط منها، واضطر إلى التوقف عن قيادة السيارة، كما أنه أصبح بحاجة إلى مرافق يمشي معه حتى في منزله. عندها حمله أبناؤه واتجهوا به نحو الأردن، حيث يطلب معظم مواطني المدن الشمالية الشفاء من هناك. وفي مستشفى العيون التخصصي بعمّان، قال الطبيب إن ما حدث في العملية التي أجريت له سابقا حدث فيها خطأ بالغ تسبب بفقدانه الجزء الأكبر من بصر عينه اليمنى، وذكر التقرير أن عملية سحب المياه، قد أتلفت جزءا من القرنية وتسببت بارتفاع في ضغط العين وانغمار جزء من العدسة الطبيعية في السائل الزهري، وهذه مصطلحات طبية تعني في النهاية أن العملية البسيطة كانت كارثية بالنسبة لعين الفهيقي. وذكر تقرير المستشفى الأردني أن إصلاح هذا الخلل يتطلب عملية جراحية ل “قص السائل الزجاجي وزراعة قرنية جديدة في العين اليمنى”. وقال أبناء مانع الفهيقي إنهم بصدد إعداد شكوى مفصلة إلى وزير الصحة الجديد، كما أنهم رفعوا بالفعل برقيات إلى الملك وإلى أمير الجوف للتحقيق فيما جرى لوالدهم وتعويضه عن الأضرار الصحية والمادية التي تعرض لها.