يندر وجود الصالات الرياضية في مدارس أو جامعات البنات المحلية ويعود هذا إلى بعض العادات والتقاليد فى المجتمع من ناحية، وإلى اعتقاد بعض المسؤولين التعليميين أنه لا حاجة إلى ممارسة الرياضة بالنسبة للفتيات. لكن جامعة الملك سعود ارتأت كسر هذا الحاجز عندما افتتحت أول صالة رياضية نسائية في مركز الدراسات الجامعية للفتيات بعليشة، لتصبح بذلك أول جامعة حكومية تنتهج هذه الخطوة. حيث وفرت فيها ملاعب للكرة الطائرة وطاولة للعبة كرة القدم، إضافة إلى البلياردو ورياضات أخرى. الحاجة إلى الترفيه أعدت “شمس” لجولة في الصالة المستحدثة، ورصدت انطباع الطالبات حولها، حيث أشارت الطالبة نورة إلى أن طالبات الجامعة بحاجة إلى الترفيه كما هو الحال مع الطلاب، وقالت: “هذه خطوة تشكر عليها إدارة الجامعة”، ولكنها استدركت عند حديثها عن محتوى الصالة بالقول: “الخطوة جميلة ولكن الألعاب الرياضية المتوفرة فيها لا تزال متواضعة، حيث لا يوجد من الرياضات الجماعية سوى كرة الطائرة”. وأشارت أيضا إلى أن الصالة تفتقر للتجهيزات التقنية الحديثة كصالة ترفيه وأعادت سبب ذلك إلى أن الفكرة لا تزال في أولى مراحل تطبيقها، ولم تخفِ أمنيتها بافتتاح ملعب لكرة القدم، كونها لعبة شعبية وجماهيرية وتجد اهتماما من قبل الطالبات الجامعيات. دوري الكليات من جانبها قالت خلود، وهي طالبة أخرى من الجامعة فضلت الاكتفاء كزميلاتها باسمها الأول، إن إنشاء هذه الصالة بحد ذاته مكسب كبير للطالبات؛ “فمجرد وجود الصالة يعني الاعتراف بحاجتنا إلى الترفيه وقضاء وقت ممتع بدلا من الأجواء الكئيبة التي تسيطر على معظم جامعات البنات”. وقالت إنها بصفة شخصية لا تميل إلى الكرة الطائرة (وهي اللعبة الجماعية المتوفرة حاليا)، بل تميل إلى كرة القدم، مؤكدة أن هذا هو رأي معظم زميلاتها أيضا، وقالت إن بالإمكان البدء ب (دوري) بين كليات الجامعة لإمتاع الطالبات ولكي تكون الجامعة وجهة مفضلة لهن، خصوصا أن الجامعة نسائية بالكامل ولا يتواجد بها أي عنصر ذكوري. نادٍ رياضي من جانبها ترى الطالبة منى أن من الأفضل تضمين الصالة أجهزة وأدوات كالتي تتوفر في الأندية الرياضية الخاصة بالشباب، حيث الدراجات الرياضية الثابتة، وأجهزة الاسترخاء، وأدوات تخفيف الوزن والتنشيط الجسماني، كما أشارت إلى ضرورة زيادة مساحة الصالة، وإضافة ديكورات تجعلها صالة رياضية بالفعل. وتطالب منى وهي بحسبها تنقل وجهة نظرها ووجهة نظر زميلاتها بتوفير مدربة للرياضات الموجودة بدلا من المشرفة الأكاديمية، وذلك كون المدربة المحترفة أنسب في توجيه الطالبات ومتابعة الصالة وتجهيزها. الممنوع مرغوب وترى الطالبة هند، أن هذه الصالة هي من أفضل القرارات غير الأكاديمية التي اتخذتها الجامعة، وقالت: “جميع الطالبات لديهن وقت فراغ يومي بين المحاضرات يمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات، وكانت الطالبات يجهلن ما يمكن فعله لقضاء هذا الوقت، غير أن الصالة أتاحت مجالا أجمل لاستغلال وقت الفراغ”. وأكدت ما أشارت إليه زميلتها منى من حيث ضرورة تواجد مدربة لتعليم الطالبات كيفية ممارسة بعض الألعاب الرياضية الموجودة، خصوصا أنهن ممنوعات من ممارستها منذ السابعة من أعمارهن وهو موعد دخولهن المدرسة. ولا يعرفن شيئا عن قوانين الكرة الطائرة على سبيل المثال أو غيرها من الرياضات. وهذا هو الدافع للمطالبة بتوفير مدربة مختصة. المسؤولات يفضلن الصمت من ناحيتها رفضت المشرفة الأكاديمية على الصالة الرياضية الحديث مع “شمس” لأسباب لم تفضل كشفها. فيما قالت الأستاذة الجامعية هند الدهمش مسؤولة الأنشطة في الجامعة إن الحديث عن الصالة الرياضية يمكن إجراؤه مع عميدة الجامعة، حيث إنها (أي الدهمش) مسؤولة عن الأنشطة الثقافية والأدبية فقط. وحاولت “شمس” الوصول إلى العميدة لنقل وجهة نظرها حيال الصالة وتعليقات الطالبات غير أن محاولات الاتصال لم تسفر عن نتيجة على مدى ثلاثة أيام.