يعد رالي حائل إحدى الفعاليات الرائدة فكرة وتنفيذا، إضافة إلى أنه يعد تحديا رائعا للكثير من الصعوبات الملموسة وغير الملموسة، فضلا عن كونه تظاهرة رياضية لها أبعاد مهمة: حضاريا (على مستوى الوطن)، واجتماعيا (على مستوى المنطقة)، وإنسانيا (على كافة المستويات)؛ حتى غدا منتزه المغواة اسما معروفا من شرورة إلى طريف ومن الجبيل إلى رابغ. هذ اا لجهد المميز يقف ور اءه الإداري المحنك المفكر الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل، وبرعاية مباشرة ومؤثرة من الأمير عبداللّه بن خالد مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة. ولا يخفى على من يتابع (هامش الرالي) مدى تفاعل الجمهور من خلال ما يلاحظ من اهتمامات تأتي على أشكال متعددة من كرم وأريحية أهل حائل، وأعطت انطباعا جميلا عنهم، ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تحتاج إلى وقت وتطوير كي تأخذ الوضع المناسب وتحقق الأهداف المأمولة. الرالي الذي يختتم اليوم أثيرت حوله أقاويل كثيرة قبل بدايته، وكانت تتمحور حول أن الاتحاد الدولي لرياضة السيارات رفض انضمام رالي حائل إلى روزنامة بطولة العالم لراليات الباها؛ وسبب ذلك هو عدم السماح بالمشاركة النسائية لبعض المتسابقات اللاتي كن يرغبن في المشاركة.. لكن الحقيقة أن رالي حائل - قياسا بسنتيه الماضيتين - أصبح علامة مهمة وهو معتمد ومعترف به من قبل اتحاد رياضة السيارات، لكن تم الاتفاق مع الاتحاد الدولي بأن يعتمد كسباق مستقل على ألا تحتسب النقاط فيه؛ نظرا إلى ما سيسببه من خسارة للمتسابقات الدوليات فيما لو احتسب كنقاط وهن المحرومات من المشاركة؛ ومن ثم سيكون رالي حائل (وحسب ما قيل من القائمين عليه) على غرار رالي باريس دكار ضخامة ونظاما. أما عن الجزئية الساخنة في الموضوع وهي عدم مشاركة المتسابقات، فإني لا أعرف عن خلفياتها أو تفاصيلها سوى ما قرأتموه في المطبوعات أو عبر المنتديات، ولست مع أو ضد هذه الجزئية، لكن ما يعرفه الجميع أن هناك متسابقات سعوديات شاركن في سباقات مشابهة بدول مجاورة وظهرت صورهن ومقابلات معهن عبر وسائل الإعلام، كما أن رياضة الفروسية تشهد مشاركة نسائية معلنة، بل إن (أروى مطبقاني) هي أول فارسة تحصل على عضوية رسمية في الاتحاد السعودي للفروسية، إضافة إلى مشاركة المرأة الأجنبية في الكثير من المؤتمرات العلمية والاقتصادية والتعليمية التي تقام في السعودية دون إثارة، اللهم إلا الاستثناء الوحيد الذي حصل الأسبوع الماضي في كلية اليمامة! مرة أخرى.. أنا لست ضد أو مع.. ولا أقول إنها مسألة وقت؛ لكن لأن الرالي يأخذ صفة الدولية؛ ولأنه من المنتظر أن يعكس للعالم صورة زاهية للإنسان السعودي، فإني أتمنى أن تخف حدة التناقضات التي تكاد تكون الجامع المشترك في الذهنية السعودية.