** إن ﺃكثر البشر ضيقا.. وامتعاضا.. وسخطا من النقد.. هم النقاد ﺃنفسهم.. ** ﺃولئك الذين يمسكون بتلابيﺐ القلم.. وبرقبة المايكروفون.. تجدهم لا يبرحون المنابر.. يتصدرون المجالس.. والصوالين.. يملؤون الفضاء ضجيجا.. والصحف هديرا.. ** ﺃغلبهم لا يبقي ولا يذر.. يتداخل فيما يعرف وما لا يعرف.. ويدعي ﺃنه يعرف وهو لا يعرف.. ** ويعتقد الكثير من الكُتّاب ﺃيا كانت اتجاهاتهم.. ومحيط فكرهم.. ﺃنهم ﺃصبحوا مهيئين للحديث.. والانتقاد.. بل حتى الشتم.. لكل من تصادف وجوده ﺃمامهم في موضوع المقال ﺃو القضية.. لمجرد ﺃنه وجد الفرصة ليكون كاتبا.. ﺃو ناقدا.. ** لا يبحثون عن المعلومة.. ولا عن الحقيقة.. ولا عن التفاصيل.. ** تجدهم يزايدون على الشفافية.. والانفتاح.. وضرورة المصارحة.. والمواجهة.. والحوار.. ** ولكن في المقابل.. تجد جُلﱠهم.. ينقلبون على ﺃعقابهم.. وعلى كل المبادئ التي كانوا ينادون بها.. متى ما انتُقدوا في مهنيتهم.. وفي طروحاتهم.. وفي ﺃدواتهم النقدية.. وعندها ستسمع.. وستقرﺃ.. لغة ﺃخرى.. وثقافة حوار سقيمة.. وتجد ردة الفعل تمتد ليس للحظات.. ولا لأيام ﺃو ﺃشهر.. بل لسنوات.. ** تابعوا فقط.. واسترجعوا ﺃرشيف النزاعات بين المثقفين.. والكُتّاب.. ورؤساء التحرير.. وتحروا كيف وصل الحال بينهم.. وكيف انعكس الاختلاف إلى خلاف.. وامتد إلى حروب يظهر منها القليل.. ويختبئ منها الكثير بكل تفاصيله المؤلمة.. المتشنجة.. المتهورة التي تطال الآخرين في كل مناحي حياتهم العامة والخاصة!