لم تكن تتخيل (م ن.) للحظة ﺃنها ستكون من المنتسبات إلى هذا العالم، عالم البويات: "طفولتي كانت طبيعية، كأي فتاة ﺃخرى نشأت في كنف ﺃسرة يغلﺐ عليها طابع المحافظة في ﺃغلﺐ جوانﺐ حياتها"، كبرت (م ن.) وﺃخذ الناس يتهافتون عليها من كل حدب وصوب طلبا ليدها، يدفعهم لذلك ما تتمتع به من جمال، وخلق،: "كثير هم الذين تقدموا لطلﺐ يدي من ﺃبي، لكنه رفض بحجج عدة، علمت فيما بعد ﺃنه ينتظر ابن عمي الذي يقطن مدينة ﺃخرى عله ﺃن يبادر بطلﺐ يدي منه، وفعلا تم ما كان ﺃبي ينتظره، فقد جاء بصحبتي ابن عمي، وتم ﺃمر الزواج، وللحق لم ﺃكن كارهة لهذا الأمر؛ فقد كان ابن عمي يتسم بصفات تجعل كثيرا من الفتيات، يحلمن بالاقتران به؛ فهو ذو تعليم عال، ووظيفة مرموقة"، بعد ﺃن تزوجت (م ن.) من ابن عمها انكشف لها وجه آخر لابن عمها لم تكن تعرفه من قبل، بل لم يكن يعرفه ﺃقرب الناس إليه.. ﺃبوه، وإخوته: "وفي شهر العسل الذي قضيناه خارج الوطن، انكشف الجزء السيئ من شخصيته"، كان الزوج منغمسا في الشرب، وفي المواعيد الغرامية حتى في ﺃول شهر من زواجه، حاول ﺃول الأيام ﺃن يخفيها عن زوجته، لكنه سرعان ما عاد ليكشف هذا الجانﺐ المظلم من حياته ﺃمامها: "شكوت إلى ﺃبي ما كان منه، لكنه سرعان ما نهرني وﺃمرني بكتمان ذلك، وحملني قضية إصلاحه"، لم تجد (م ن.) من تبث الشكوى إليه سوى جارتها: "جارتي سلوى (ﺃرملة) توفي زوجها في حادث في السنة الأولى من زواجها، وترك لها ابنا تقوم على شأنه، وثروة تمكنها من العيش الكريم، وكانت الوحيدة التي ﺃبث إليها ما ﺃجده، وتصغي إليّ، وبعد ما رﺃته مني اقترحت عليّ ذات مرة ﺃن تصحبني معها في مشوار"، لم يكن زوج (م ن.) يسألها إلى ﺃين ستذهﺐ ومتى ستعود؛ فالأمر لديه سيان: "كان يعاملني كقطعة ﺃثاث في المنزل؛ فلا يأبه بي إن بقيت ﺃو ذهبت؛ فقد كان مشغولا مع صاحباته؛ لذا قررت ﺃن ﺃشغل وقتي مع صديقتي سلوى؛ في البداية كنت ﺃلمح من تصرفاته ما يثير الريبة، ولكن سرعان ما ﺃعود لأحسن الظن فيها، خصوصا ﺃنه الملجأ الوحيد لي، وما هي إلا ﺃشهر حتى تعرفت على صديقاتٍ لها، الكل منهن له معاناة زوجية ليست ببعيد عن معاناتي ومعاناة طابع ووصف العلاقة درجة عادية من العلاقة تتسم بالنظرة والمراسلات حﺐ يتطور إلى غيرة وتملك تتخذ العلاقة طابعا جسديا سلوى، ومن هنا توطدت علاقتي بهن؛ فأصبحنا نتزاور بشكل مستمر "، لم تدرك (م ن.) ﺃنها دخلت عالم البويات إلا بعد مدة ليست بالقصيرة، في البداية حاولت ﺃن تتركهن لكنها لم تجد غير هن ملجأً في ظل ا لضغط النفسي الذي تجده من زوجها، وﺃهلها": كن نمارس سلوكياتنا دون رادع من ﺃحد؛ فنحن نساء ﺃبعد ما نكون عن الشبهة؛ فمنا المتزوجة، ومنا ﺃم الأولاد، ومنا الأرملة، ومع ذلك ما زلنا بعقول مراهقات "، ولا تزال تذكر (م ن.) ما كان من هؤلاء النسوة بعد ﺃن تركتهن إلى الأبد": بعد ﺃن عشت معهن ما يقارب الثلاث سنوات، لقد تبت من هذا كله، وكلما تذكرت هذا شعرت بالأسى والحزن على ذلك "، وتدعو (م ن.) الجهات المختصة بأن تقف حيال هذه المشكلة التي لم تعد سرا، وحالات شاذة. وتحكي بيان: "لم ﺃنتسﺐ لعالمهن – وﷲ الحمد - ولكنني عايشته عن قرب؛ فمنذ المدرسة، كانت ممرات المدرسة يطلق عليها ﺃسماء غريبة مثل (شارع الحﺐ)، وآخر (شارع الغرام) وهناك (شارع الترقيم)، وقد شاهدت الاحتكاكات والدعوات للصداقة، ثم وجدت ذات العينة في الجامعة، التي كانت تتسم بحرية ﺃكبر، حيث يمارسن فيها ما يشأن دون مساءلة من ﺃحد، الغريﺐ في الأمر ﺃن هذه الظاهرة لم تتوقف عند حدود المراهقات في المرحلة الثانوية والجامعية، بل تجاوزته إلى نساء يفترض بهن ﺃن يكن قدوات لغيرهن؛ فقد سمعت ﺃن هناك تجمعات لنساء يمارسن ذات الشذوذ دون حسيﺐ ﺃو رقيﺐ "، وعما ﺃسهم في زيادة مثل هذه الحالات تضيف بيان": القنوات الفضائية كان لها كبير الأثر في ذلك، وكذلك عدم الوقوف تجاه هذه المشكلة التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم". وعن كيفية تجمع هؤلاء البويات تذكر خلود دورها في هذا العالم الشاذ، كونها الواسطة التي يكون على عاتقها تكوين مثل هذه الجماعات سواء في المدارس ﺃو الجامعات ﺃو الأحياء: "ﺃنا (الواسطة) وﺃقوم بالمصارحة فيما بين البنات ﺃو النساء على حد سواء؛ فما إن ترغﺐ مجموعة ما في إضافة ﺃخرى ك(بوية) ﺃو (بنوتة) حتى ﺃقوم ﺃنا بهذه المهمة"، وتشير خلود إلى ﺃن هناك مواصفات يجﺐ ﺃن تتحلى بها الواسطة: "فمن المهم ﺃن تكو ن الواسطة ذات شخصية مقنعة، وملحة، وهذا ما ﺃتصف به"، وبحسﺐ خبرتها تشير خلود إلى ﺃن البويات بين النساء لا يقل عددهم في فئة المراهقات،: "بل هنا يكون عملنا ﺃفضل؛ فلا يحدنا نظام، ولا نخشى رقيبا، كما ﺃن الأجواء مهيأة لنا من مكان مناسﺐ، وقنوات، وإقامة حفلات خاصة؛ الأمر الذي ما كان يتأتى لنا في المدارس والجامعات"، وعن ﺃغلﺐ المنتسبات من هذه الفئة العمرية تشير إلى ﺃن جلهن من المطلقات، والأرامل، ومن المتزوجات اللاتي يعانين مشاكل من ﺃزواجهن.