لا.. لا، ﺃ تفق معك كليا فيما ذهبت إليه من ﺃن الخطباء اليوم لا يخطبون عن هموم المجتمع، بل بالعكس، هناك مجموعة كبيرة من الخطباء لديهم وعي كبير تجاه هذا الجانﺐ، وهم يطرقون باستمرار مواضيع تمس المجتمع وتهمه، وﺃتفق معك جزئيا في وجود مجموعة بسيطة قد لا تحضّر جيدا لخطبة الجمعة ﺃو قد تطرح مواضيع تجانﺐ هموم الشارع ونبضه، لكن بالجملة خطباؤنا لم يقصروا في هذا الجانﺐ. يا ﺃخي الناس اليوم بحاجة إلى الوعظ كثيرا، بعد ﺃن هجمت عليهم ا لد نيا؛ لأ ن الموعظة هي سياط ا لقلو ب كما يقو ل بعض ﺃهل العلم، والناس يحتاجون إلى الموعظة مثل حاجتهم إلى الطعام والشراب، وما قست قلوبنا وبعدت عن ربها إلا حينما ابتعدنا عن الوعظ، لكن المهم ﺃن يكون الوعظ كالملح على الطعام، لا ﺃن يزيد فيفسد، ولا ﺃن يقل فتمجه الأفواه، ولكن بين بين، وابن مسعود رضي اﷲ عنه يقول: "كان رسول اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم يتخولنا بالموعظة"، وهم ﺃصحاب الرسول صلى اﷲ عليهم، فما بالك بأناس زماننا؟ نعم وﷲ الحمد والمنة، ومن باب التحدث بنعمة اﷲ عز وجل لدي جماعة مسجد ﺃُغبط عليهم، ولدينا اجتماع دوري كل ﺃسبوع بين صلاتي المغرب والعشاء، وﺃبناء الحي يتزاورون، وكذلك إذا مرض ﺃحدنا نهﺐ لزيارته، وهذا بلا شك دور كبير يجﺐ على إمام المسجد ﺃن يضطلع به، ونصيحتي للأئمة ﺃلا يكون همه نفسه، ولكن يكون إذا حلّ بواد ينفع ﺃهله، بعطائه ودعوته وخيره، والتقصير يحصل من كل ﺃحد، ولكن نسأل اﷲ الإعانة واللطف. نعم، الحقيقة ﺃن القنوات الفضائية اليوم غزت البيوت، وﺃصبحت البيوت مهددة من الداخل من بعض القنوات التي تهدم الفضيلة وتزرع الرذيلة في ﺃوساط الأسرة وتحاول ﺃن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ونحن مطا لبو ن با لو قو ف في وجه هذه القنوات، وهناك تحركات من قِبل الخيّرين لإنشاء قنوات فضائية كقناة المجد وقناة روائع وقناة دليل وغيرها من القنوات التي ستسد ثغرة كبيرة، والإعلام اليوم مطالﺐ بأن يكون إعلاما موجﱠها نحو معاني الفضيلة وحاثا على الخير والهداية والصلاح، ونأمل ﺃن تكثر القنوات الفضائية الإسلامية وتكون ﺃكثر قدرة على المنافسة، وﺃملنا الكبير باﷲ عز وجل ثم بالقائمين على هذه الفضائيات النافعة، التي يجﺐ ﺃن تحظى بدعم وتشجيع المشاهدين. للأسف الشديد ﺃن بعض مجالس العامة تركز على الخوض في بعض ﺃهل العلم والفضل والتزهيد فيهم وفي علمهم مثل القضاة والهيئات وحتى هيئة كبار العلماء، وقس على ذلك. وحقيقة ﺃقول لهؤلاء: اتقوا اﷲ في ﺃنفسكم؛ فإن العلماء والدعاة والمؤسسات المحتسبة هم صمام الأمان لمجتمعنا حتى وإن حدثت منهم ﺃخطاء؛ فهم بشر يخطئو ن ويصيبون ولا ندعي لهم ا لعصمة، و لكن انتقادهم بشكل يدل على التشفي ﺃمر نرفضه تماما ولا نقره ﺃبدا، وعلى هؤلاء ﺃن يلتمسوا العذر لهم؛ لأنه من هو الذي تُرضى سجاياه كلها، وﺃؤكد ﺃنهم ليسوا بملائكة ﺃو حتى ﺃنبياء حتى ندعي لهم العصمة. في الحقيقة الإنترنت سلاح ذو حدين، وﺃعتقد ﺃن المجتمع وصل إلى مرحلة إلى حد ما ﺃصبح فيها ﺃكثر وعيا في طرق استخدام الإنترنت، لكن بالتأكيد نحن بحاجة إلى ﺃن نكون ﺃكثر وعيا، وﺃن نسعى لاكتساب الأفضلية في استخدامه، وإن كان من إشادة فهي إشادة بالدعاة الذين دخلوا هذا المجال وبرعوا فيه كا لشيخ محمد المنجد الذي ﺃُعدّه داعية بألف رجل؛ فهو دخل هذا المجال منذ و قت ليس با ليسير وﺃبلى بلاء حسنا، نحسبه كذلك، وكذلك الكثير من الدعاة والمشايخ الذين يعج بهم الإنترنت، ونأمل ﺃن يكون الحضور ﺃقوى، وﺃن تكون الحماية والمناعة تلقائية من قِبل الشباب والفتيات، ونتمنى ﺃن نصل إلى يوم نستغني فيه عن مدن الحجﺐ؛ لأن الجميع ﺃصبح لديه وعي كيف يستخدم الإنترنت وفي ماذا يستخدمه. ﺃنصح نفسي وإخواني وكل مَن نحبّهم من إخواننا بتقوى اﷲ في السر والعلن، وهي وصية اﷲ للأنبياء والمرسلين، ووصيته سبحانه لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام؛ قال تعالى "وَ لَقَدْ وَصﱠيْنَا الﱠذِينَ ﺃُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيﱠاكُمْ ﺃَنِ اتﱠقُواْ اﷲﱠ"... وفي الختام ﺃشكركم على إتاحة هذه الفرصة وهذا اللقاء، وحياكم، اﷲ وجعل اﷲ الجنة مثوانا ومثواكم، وجزاكم اﷲ خيرا.