ثلاثة ﺃصدقاء يجلسون على طاولة مستديرة في ﺃحد مقاهي التحلية.. جدل كبير ونقاش محتدم حول السينما في السعودية جذبني إليهم دون ﺃن ﺃشعر. ا لأ و ل بكل ثقة ينا قش ويجادل صديقيه ويحاول إقناعهما بأنه لا جدوى من السينما في السعودية، و سيهجر ها ا لشبا ب بعد ﺃشهر من تدشينها لأنها لن تلبي الاحتياج وستقدم ﺃفلاما قديمة.. صديقه الذي بدا متحمسا تداخل قاطعا الحديث معلقا: "يابن الحلال خل عنك.. هذه ﺃمور تجارية.. من الأحمق الذي ستكون لديه دار عرض ويعيد ﺃفلام زمان.. العالم تطور وﺃصبحنا واعين ونعرف كل شيء عن السينما.". يعود الأول ليدير الأمور قائلا": لنفترض ﺃن لدينا دور عرض.. متى ستفتح ﺃبوابها للجمهور في الأعياد كالمسرح ﺃم في الصيف؟ .". ويعدل من جلسته ويضيف في ثقة": ا لسينما صنا عة و نحن للأسف لا نملك ﺃدوات الصناعة.". يتدخل صديقهما الثالث ويطرح تساؤلا يغير مسار الحديث": اش رايكم في مناحي؟ .". يعلق الثاني": لك عليه.. لكنه يضحك.". يعود الأول لإكمال حديثه: "ا لسينما محتا جة إ لى ممثلين وكتاب ومخرجين، ونحن لدينا فقط ثلاثة ﺃو ﺃربعة ممثلين ومخرجان وكاتبان ومستواهم طالع نازل.. يعني بالعربي محتاجين إلى قاعدة صلبة وشباب موهوب ومخرجين وكتاب ممتازين ولا نريد ﺃفلام ﺃي كلام مثل (كيف الحال) وغيره.". سؤال مهم يطرحه ﺃصغرهم سنا: "شباب.. ظنكم متى يكون عندنا سينما؟ .". يرد الأوسط: "قريﺐ.. المسألة متروكة للظروف والشباب متحمسون وما عندهم مانع.". رنين الهاتف يقطع الحديث ويبدﺃ الشابان الآخران باحتساء قهوتهما وبحركة سريعة لفا مقعديهما تجاه شا شة ا لمقهى ا لكبير ة التي تعرض فيلما ﺃجنبيا من إحدى الفضائيات.. صمت يخيم على المكان.. شباب يتابعون باهتمام كبير.. حركات البطل تبهرهم، بينما البطلة تجمع ﺃفكارها لتستعيد حبيبها.. والشباب يتفاعلون بصمت مع الأحداث.. تركت المكان وﺃنا ﺃتساءل: ﺃليست السينما ﺃفضل من المقهى.. ودار العرض ﺃنسﺐ من الشارع.. والعصير المثلج والفشار ﺃصح من القهوة والسيجارة؟ ! .