انتهى زمن الكرة الجميلة والتنافسية في الدوري الإسباني، وتلاشت قوى ﺃندية القمة. فما نشاهده من احتدام في المنافسة لم يكن سوى نتاج لضعف الأندية وتقارب مستوياتها. فالفرق يكون كبيرا عندما تكون المنافسة على مصراعيها ﺃمام عدد من الأندية الكبار التي تستمر في الفوز وتستمر ملاحقتها بالمطاردة، ﺃو بين ﺃندية متهالكة تخسر ثم تعاود الخسارة مرة ومرتين وتستمر في الصدارة دون ﺃن تقتنص بقية الأندية الفرصة لينخدع البعض ويقول: تلك هي الإثارة! ولو تواجد ريال مدريد وبرشلونة في الموسمين الماضيين في الدوري الإنجليزي على سبيل المثال، لرﺃيتهم حاليا ينافسون ميلان على كأس الاتحاد الأوروبي؛ لأني متيقن ﺃن مركزا مؤهلا لدوري الأبطال لن يتمكنوا من تحقيقه. تلك هي الحقائق فالدوري الإسباني لم يعد كما كان سابقا. وحتى في الموسم الجاري غابت الإثارة المزعومة والتنافس الكبير على الصدارة بمجرد انتفاض برشلونة الذي نفض الغبار عن خزائنه التي لم تفتح منذ مجد 2005؛ فتحولت الإثارة وتقاربت المستويات حاليا لاكتساح برشلونة وتصدره (السهل) للدوري الإسباني، دون ﺃدنى منافسة وباستسلام تام من جميع الأندية وعلى رﺃسها ريال مدريد. وبمجرد ﺃن نتابع مباريات برشلونة هذا الموسم، وما فعله بأغلﺐ ﺃندية الدوري والنتائج التاريخية، يتأكد لنا ﺃنه متى تواجد ناد حضر وﺃعد نفسه للموسم بشكل جيد، فإن بطولة الدوري الإسباني ستكون من نصيبه وبفارق مريح، كما حدث للريال الموسم الماضي. فالأندية الصغيرة في هذا الدوري (استأسدت) على ﺃندية القمة؛ لأنها وجدت تقاربا في المستوى، وﺃن لا فارق كبيرا يكون بين ناد مثل فياريال مع برشلونة ﺃو ريال مدريد، ليس بسبﺐ قوة فياريال بل لضعف البرشا والريال. فلم نشاهد الموسم الماضي ناديا قام بتحدي الريال ومضايقته بالصدارة، حيث ﺃنهى الدوري بفارق عشر نقاط عن ﺃقرب ملاحقيه برغم خروجه المبكر من دوري الأبطال، وعدم قدرته على الصمود ﺃمام كبار الأندية الأوروبية. باختصار، قوة الدوري الإسباني انتهت منذ سنين، ومن يقول عكس هذا فهو يغالط نفسه. فلولا الريال لما كان للأندية الإسبانية هيبة ﺃوروبية، واسألوا البطولات التسع! ولولاها ماذا سيحدث. *محرر الرياضة العالمية