ﺃثبتت كثير من الدراسات التي ﺃجريت ﺃخيرا ﺃن الطلﺐ المحلي على الطاقة في السعودية يزداد سنويا بما نسبته 5 في المئة، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد السكان حاليا 27 مليون نسمة، ورغم الاعتماد الكبير للاقتصاد السعودي على البترول إلا ﺃن التوجه لتطبيقات الطاقة البديلة من شأنه توفير رافد كبير للاقتصاد المحلي، خاصة في ظل وجود خبرات محلية في تكنولوجيا الطاقة البديلة، وهو ﺃمر في غاية الأهمية حيث تنحصر الخبرات في هذا المجال الحيوي في الدول الصناعية الكبرى، إ ذ تشجع عد ة د و ل متقدمة الاستثمارات في الطاقة البديلة عبر برامج دعم متنوعة لأسباب استراتيجية واقتصادية وبيئية، وتمكن هذه ا لتكنو لو جيا تقليل الاعتماد على النفط وتوفير طاقة مستمرة و متجد د ة د و ن ﺃ ي انبعاثات حرارية ﺃو غازات مضرة بالبيئة، كما هو الحال في معامل إنتاج الكهرباء التقليدية، وفي السعودية بدﺃت الجهات المختصة تتوجه تدريجيا للعمل بهذا النظام الجديد الذي من شأنه ﺃن يوفر كثيرا من التكاليف الباهظة التي يتسبﺐ فيها إنتاج الطاقة الكهربائية في الوقت الحاضر، حيث تم إسناد مشروع الإنتاج ا لكهر با ئي با لطا قة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبداﷲ للعلوم والتكنولوجيا إلى تحالف شركتي كونرجي الألمانية وﺃنظمة الطاقة الشمسية الوطنية السعودية بتكلفة إجمالية قدرها 65 مليون ريال سعودي، ويهدف المشروع وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج 2 ميجاواط من الطاقة الكهربائية عن طريق الخلايا الضوئية بنظام الربط الكهربائي للشبكة ا لسعو د ية للكهرباء، فيما تدير شركة ﺃرامكو السعودية المشروع بالنيابة عن الحكومة السعودية عبر عدة شركات مقاولات كبرى من ضمنها سعودي ﺃوجيه ومجموعة بن لادن وشركة نسمة وشركاهم، وينص العقد المبرم بين شركة سعودي ﺃوجيه المقاول الرئيسي للمباني الأكاديمية والتحالف ببناء معملين للطاقة الشمسية بسعة 1000 كيلوواط لكل من مركز المختبرات الشمالي والجنوبي، ويغطي مساحة إجمالية قدرها 12000 متر مربع من الألواح الشمسية ذات الكفاءة العالية والخاضعة لأ على ا لمو ا صفا ت العالمية، وتقوم شركة ﺃنظمة الطاقة الشمسية الوطنية السعودية بقيادة التحالف وإدارة المشروع وبأعمال التركيبات، بينما تتولى شركة كونرجي آسيا باسيفيك مسؤولية ا لتصا ميم ا لهند سية وتوفير المواد. وﺃوضح المهندس عبدالهادي المريح المدير التنفيذي لأنظمة الطاقة الشمسية الوطنية ومقرها الخبر ﺃن التعاون القائم بين ا لشر كتين ا لأ لما نية والسعودية في هذا ا لمشر و ع و ا لمشا ر يع المستقبلية قائم على ﺃساس استراتيجي عن طريق دمج الخبرات للشريكين لتلبية متطلبات منطقة الخليج المتنامية للطاقة النظيفة، إلى ذلك ﺃوضحت شركة كونرجي على لسان فلورنت ﺃبادي مدير التطوير والتكنولوجيا ﺃن السعودية تعتبر بيئة مثالية لاستغلال الطاقة الشمسية بسبﺐ مناخها الجاف ومساحتها الكبيرة، وﺃضاف: "نحن معجبون بالدعم الكبير الذي يقدمه المسؤولون وصناع القرار لتحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة" فعلى سبيل المثال سينتج مشروع جامعة الملك عبداﷲ 3300 ميجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنويا ما يوفر 1666 طنا من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يعادل الانبعاثات الناتجة من 11700 مليون كيلومتر من الطيران.