كان النقاش ساخنا بين ﺃعضاء مجلس الشورى والمهندس عبداﷲ الحصين (وزير المياه والكهرباء) في جلسة مجلس الشورى العادية 85 الللسنة الرابعة من الدورة الرابعة التي عُقدت ﺃمس، واستمر النقاش ما يقارب ﺃربع ساعات، وتم إزاء ذلك إلغاء كافة المواضيع المقرر مناقشتها من ﺃجل تمديد الوقت لطرح ﺃكبر كمّ من الأسئلة على الوزير. وكان ﺃول سؤال طرح على وزير المياه والكهرباء عن السبﺐ الذي ﺃعاق تنفيذ الوعود التي ﺃطلقها تحت قبة المجلس وتحديدا يوم 27 /11/7241هالتي قال حينها: "إن مشاكل انقطاع ا لميا ه ستكو ن في خبر كان وإنها ستنتهي بعد عامين". وﺃوضح الأعضاء في حديثهم للوزير، ﺃن كافة المشاكل لم تنتهِ وقالوا للوزير: "لماذا لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته قبل عامين؟ ونحن دائما ما ننا قش مشا كل ا لميا ه والصرف الصحي في المجلس، وهناك الكثير من المشاريع للوزارة لا نشاهدها إلا من خلال وسائل الإعلام وتصريحاتكم، ومع هذا لم نشاهدها على ﺃرض الواقع"، وﺃشار الأعضاء إلى ﺃن كافة المناطق تعاني من الصرف الصحي وانقطاع المياه، وكذلك من انقطاع مستمر لتيار الكهرباء، كما ﺃن هناك الكثير من القرى والهجر يتبرع المحسنون لها بمولدات كهربائية لتزويد بيوتها بالكهرباء، برغم ﺃن ذلك من مسؤولية وزارة المياه والكهرباء. كما ذكروا ﺃن هناك مشاكل إدارية في الطقم الوزاري كانت السبﺐ وراء تأخر المشاريع وحل مشاكل شح المياه، وكان (وزير المياه والكهرباء) قد ﺃكد ﺃن مشكلة المياه في السعودية تكمن في تأخر تنفيذ المشاريع من قبل المقاولين؛ الأمر الذي رفضه الأعضاء وقالوا للوزير: "هذا الكلام يدل على وجود مشاكل إدارية في الوزارة وهي ليست مشكلة مالية ﺃو فنية ويجﺐ على الوزارة ﺃن تحل هذه المشكلة مع المقاولين". وكان بعض ﺃعضاء المجلس قد تساءلوا في حد يثهم ا لمو جه للو ز ير عن ا لمنطقة ا لجنو بية واعتمادها على شبكة تحلية المياه المالحة في الشقيق، وهي شبكة انتهى عمرها الافتراضي وقامت الدولة مشكورة بتحديثها، وإنشاء محطة يعمل على تنفيذها: "ولكن السؤال هو: كيف تستطيع هذه المحطة ﺃن توفي باحتياجات ربع سكان السعودية الموجودين في المنطقة الجنوبية"، وﺃشار الأعضاء إلى ﺃن المنطقة الجنوبية بحاجة للتوسع في مجالات محطات تحلية المياه، وليس بالاعتماد على السدود كما ترى وزارة المياه والكهرباء. وقد وعد عبداﷲ الحصين من جديد بإنهاء ﺃزمة انقطاع المياه والصرف الصحي، وقال في حديثه للأعضاء: "إن مشكلة انقطاع المياه في المنطقة الغربية ستنتهي بد ا ية ا لعا م المقبل بعد الانتهاء من مشر و ع ا لشعيبة، و فيما يخص مشكلة انقطاع المياه في ا لمنطقة ا لجنو بية فإنها تحتاج إلى عامين بعد انتهاء مشروع الشقيق، وﺃزمة انقطاع المياه في ا لمنطقة ا لشر قية بعد استلام مشروع مرافق". يذكر ﺃن الدكتور صالح بن حميد (ر ئيس مجلس الشورى) قد رحﺐ بوزير المياه والكهرباء والوفد المرافق له، مؤكدا حرص المجلس على الالتزام بأدواره الرقابية بالشكل الذي يسهم في زيادة الفاعلية وتطوير الأداء ورفع الكفاءة، ولقد كانت لمجلس الشورى وقفات مع ﺃعمال وزارة المياه والكهرباء بشتى ا ختصا صا تها عبر ا لمنا قشا ت ا لمتعا قبة للتقارير السنوية للوزارة وما صدر عن المجلس من قرارات بشأنها، تهدف إلى تحقيق ﺃداء ﺃفضل ومرونة ﺃشمل لقطاعين مهمين وفاعلين على ساحة العمل الخدمي والتنموي في بلادنا. وتضمنت الكلمة التي ﺃلقاها وزير المياه والكهرباء تأييده لقيام مشروع خصخصة المؤسسة العامة لتحلية المياه، مبينا ﺃن الخصخصة تكمن في تحويل المؤسسة العامة لتحلية المياه من مؤسسة عامة إلى شركة قابضة، ومشيرا إلى ﺃن مركزها وﺃساسها الإداري وهيكلتها ستبقى ولن تتأثر، كما ﺃن المؤسسة بنظامها القديم با تت تعا ني ا لكثير من المشكلات لعل من ﺃبرزها: تسرب الكوادر والطاقات وضعف الإمكانات، كما ذكر ﺃن الخصخصة ستحسن من إ نتا جها و مخر جا تها في ظل ثبا ت كفا ء ا تها وهيكلها ووضعها الإداري كما هو عليه، في حين ستكون المحطات مملوكة بينها وبين القطاع الخاص، وقال الحصين إن اهتمام الوزارة بعامل السدود ﺃمر ضروري، حيث يتجاوز معدل جريان المياه في بعض سدود المنطقة الجنوبية ﺃضعاف معدلات إنتاج محطات تحلية المياه؛ الأمر الذي سيؤدي بعد الاعتماد عليها وإنشائها إلى نتائج ومؤشرات إيجابية ستسهم في حل الأزمة بشكل نهائي. وفيما يتعلق بالكهرباء وﺃزمة الانقطاع المتكررة و ا لمستمر ة لا سيما على ا لقطا ع ا لصنا عي، بيّن الوزير الحصين ﺃن الوزارة تعطي كل ما يدخل في ا ختصا صا تها ا لأ همية البالغة، وفي هذا الصدد تجر ي حا ليا ا لعد يد من الدراسات مع بعض الدول الخليجية حول الاستثمار والاستفادة من استخدامات الطاقة النووية في هذا المجال لحل مشكلة الكهرباء بالقطاع الصناعي، وفي الوقت ذاته يجري العمل على تنسيق التعاون ا لخليجي ا لمشتر ك لحل إشكالية انقطاع التيار، هذا بالإضافة إلى ما تعمل عليه الوزارة حاليا من إنشاء محطات ومولدات ستقضي على مشكلة انقطاع التيار في القريﺐ العاجل.