يذهﺐ خالد سعد (طالﺐ جامعي20، عاما)، مرتين إلى ثلاث من كل ﺃسبوع إلى مقهى إنترنت، رغم ﺃن لديه جهازه الخاص في المنزل وتوفر شبكة الاتصال بالنت، ويوضح: "مع ﺃن ﺃبي وفر لنا الإنترنت في المنزل، وبسرعة لا تضاهى من قبل محال النت، إلا ﺃنني ما زلت ﺃرتاد مثل هذه الأماكن"، وعن سبﺐ زيارته لهذه المحال يضيف: "البحث عن التغيير ﺃمر ضروري، فأحيانا ﺃشعر بالسأم من حاسوبي الشخصي، من غرفتي، من البيت؛ لذا ﺃحاول ﺃن ﺃكسر الروتين بالتنقل من محل لآخر؛ ففي كل فترة ﺃذهﺐ إلى مكان جديد، ﺃجد مرتادين آخرين، وﺃجواء رائعة من ديكورات، وخدمات إضافية كالمشروبات، وغيرها لا تتهيأ لي في المنزل"، وعما يقال بأن هناك مخالفات قد تحدث في المقاهي يجيﺐ قائلا: "الأمور الخاطئة قد تحدث في ﺃي مكان، في المنزل ﺃو في المقاهي، وقد رﺃيت تجاوزات من بعض محال الإنترنت بلا شك، كإدخال من هم ﺃقل من 18 سنة، ﺃو استعراض بعض المرتادين لمواقع إباحية، ولكن مثل ما ذكرت آنفا، من لا يجد رقيبا من ذاته ومن ﺃسرته سيرتكﺐ الخطأ سواء في المقهى، ﺃو في منزله". التائﺐ كما يطلق على نفسه (صا حﺐ مقهى إنترنت) يقول عن هذه الأماكن وعن تجربته مع مرتاديها: "في البداية ﺃحمد اﷲ الذي من عليّ بالتوبة، ﺃما من ناحية مقاهي الإنترنت؛ فكان لي معها حكاية؛ فقد شاركت ﺃحد الزملاء في ﺃحد المقاهي وتناوبنا على إدارته، حيث كان يأتي إلى المقهى من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، وﺃبدﺃ ﺃنا العمل من الثامنة مساء إلى الصباح، وكما تعلم ﺃن غالبية الزوار يأتون إلى المقهى بالليل، وللأسف كنا نزود الأجهزة بالكثير من ا لمقا طع ا لإ با حية، هدفنا استهداف الكثير من الشباب المراهقين، و با لفعل حصلنا على مبتغانا، بعد ﺃن ماتت ضمائرنا من ﺃجل ثلاثة ريالات في الساعة. مراهقون ﺃعمارهم لا تتجاوز ال15 يبحثون عن هذه المقاطع في المقهى، وﺃمام عيني، و با لطبع كإ نسا ن ميت الضمير مثلي ﺃكتفي بأخذ المال". وعن الرقابة التي قد تفتش يضيف": للأسف طوال وجودي في ذلك الوكر لم يكلف ﺃي من رجال الحسبة نفسه بالدخول إلى المقهى وتفتيش ما يحتويه الجهاز، إذ توقف دورهم على تذكيرنا بمواعيد الصلاة فقط". المقيم محمد سليم الدين (عامل في ﺃحد المقاهي منذ سنتين)، تحدث قائلا: "بالنسبة إلينا في هذا المقهى؛ فلا نسمح إطلاقا لأي شخص يقل عمر ه عن 18 عاما بأن يستخدم الجهاز"، وعند سؤاله عن اللافتة التي توضع دائما في مقاهي الإنترنت، ﺃشار سليم الدين إلى ﺃن الأمر لا يحتاج إلى ذلك، فبالإمكان – كما يقول – تمييز عمر ا لعميل من وجهه: "لقد منعت الكثير من الذين تقل ﺃعمارهم عن 18 عاما، رغم الإغراءات المالية التي قدموها لي "، وعند سؤاله إن كانت هناك مراقبة ﺃشار إلى ﺃن الجهة التي تتابعهم هي ا لهيئة، و إ ن لم يكن بشكل مستمر": ر جا ل ا لحسبة هي الجهة التي تأتي إلينا لمتابعة تطبيق الأنظمة والتعليمات، ولمتابعة التجاوزات التي تحدث من البعض، ورغم هذا فإن آخر زيارة كانت لهم تمت قبل ﺃربعة ﺃشهر". "متابعة الشباب المراهقين في هذا الزمن ﺃمر في غاية الصعوبة"، بهذه العبارة يستهل ممدوح القرني (معلم) حديثه عن قضايا المراهقين ومحال الإنترنت، ويعلل القرني رﺃيه قائلا: "نحن في زمن منفتح على مصراعيه، وﺃنا لطبيعة عملي الذي يمكنني من ا لا حتكا ك بهؤلاء المراهقين، كثيرا ما ﺃشاهد من القضايا ما يندى له الجبين "، ولا يخفي ممدوح ما ينتابه من حزن وحسرة لحال هؤلاء الذين يتداولون مقاطع إباحية، فيقول": ﺃصبحت المقاطع الإباحية متوفرة بكل سهولة لدى هؤلاء الناشئة، كما ﺃن وجودها مع ﺃحدهم لم يعد بالأمر المستغرب "، ويضيف القرني رﺃيا يرى ﺃنه سيسهم في إيقاف العبث الذي يتم في المقاهي": ﺃما من ناحية مقاهي الإنترنت وما يوجد بداخل ﺃجهزتها؛ فأنا ﺃرى إعادة النظر في تصميم المحل، بحيث تصبح ا لأ جهز ة مكشو فة لا يغطيها ﺃ ي برواز؛ ليستطيع ﺃن يشاهدها ﺃ ي شخص في ا لمحل، وبهذه الطريقة يصعﺐ على المراهق ﺃن يتصفح المواقع المشبوهة "، ويختم بنصيحته كذلك بأن يوفر ﺃولياء الأمور جهاز الحاسﺐ والإنترنت للشاب والفتاة بالمنزل، وﺃن يكون في مكان بارز في المنزل على سبيل المثال (في الصالة)، و بمتا بعة من ا لو ا لد ين حتى يشبع المراهق رغباته ويضمن الوالد عدم ذهاب الابن إلى مقاهي الإنترنت.