وصل الطفل مهدي كريم اﷲ إلى مقر إرشاد الأطفال التائهين بلباس الإحرام، ويبدو من ملامحه ﺃنه من جنوب آسيا، له من العمر سنتان ونصف، لا يحمل ما يدل على اسمه ﺃو عنوانه ﺃو رقم جوال ﺃحد ﺃقاربه، الكل من حوله بدا مهتما لحاله وهو لا يعير ﺃحدا ﺃي اهتمام؛ فمنذ ﺃن دخل مركز الأطفال التائهين بمشعر عرفات وهو مستغرق في نوم عميق؛ ما استدعى وضعه في السرير المخصص للأطفال. فجأة ورد بلاغ عبر شبكة الاتصالات اللاسلكية التي تستخدمها الكشافة في التواصل بين فرقها المنتشرة في المشاعر، عن ﺃب يبحث عن طفله المفقود معددا بعض صفات الطفل، من ﺃنه يلبس ملابس الإحرام، وعمره ﺃقل من ثلاث سنوات، وكلها تنطبق على الطفل المستغرق في نومه بالمركز الرئيسي لإرشاد الأطفال التائهين بعرفات، وبعد التأكد من صورته على موقع الجمعية، اطمأن الأب جزئيا واكتملت فرحة العائلة، وخصوصا شقيقته التي انهارت وواصلت البكاء منذ ضياعه، وحتى بعد العثور عليه. وصل الأب حافي القدمين في حالة ذهول، يرافقه عدد من ﺃفراد العائلة واستقبله الجميع باهتمام، حيث تعرف على صورة ابنه التي سجلت في جهاز الحاسﺐ، حتى بدﺃت الدموع تنحدر من عينيه على خده، وعند إدخاله إلى غرفة نوم الأطفال، وجد ابنه نائما فالتزمه وضمه؛ ما جعل الولد يفوق من نومه مفزوعا، وبدﺃ في البكاء والصراخ، الأب خرج من المركز حاملا ابنه ولسانه يلهج بالدعاء للكشافة وللحكومة السعودية على خدماتها المميزة للحجاج في المشاعر.